هو أشهر من كتب شعرا فى الشهر الكريم، "اصحى يا نايم وحد الدايم رمضااان كريم" كانت مطلع العديد من القصائد التى ارتبطت بوقت السحور، والتى غناها رفيق دربه الشيخ سيد مكاوى وهو يضرب طبلته الصغيرة بإيقاع أصبح مع الزمن أيقونة رمضانية من الصعب تغييرها.
إنه الشاعر الكبير فؤاد حداد الذى ولد فى عام 1928 ورحل عنا فى 1985. صاحب مدرسة شعرية خاصة، أو يمكنك أن تقول إنه الأب الروحى لشعر العامية الحديث، فلقد تخرج من عباءته الكثير من الشعراء، وتأثر به الآخرون.
ارتبط اسم فؤاد حداد بالمسحراتى، فهو أحد أهم وأشهر الشعراء الذين كتبوا ما ردده المسحراتى الأشهر فى تاريخ المصريين الفنان "سيد مكاوى"، حتى لقب بمسحراتى الشعراء. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن فؤاد حداد هو مسيحى سابق. حيث ينحدر من أسرة شامية مسيحية، فأبوه لبنانى وأمه سورية. جاء أبوه إلى مصر للدراسة والعمل والتقى بوالدته التى استقرت مع عائلتها فى مصر. وبرغم أصول عائلته الأرستقراطية إلا أن فؤاد اهتم منذ نعومة أظافره بقضايا المهمشين والفقراء والفلاحين. حتى إنه تم اعتقاله أكثر من مرة.
كانت الأولى عام 1953 لمدة ثلاث سنوات، وقد عبر عن هذه التجربة فى ديوانه الأول "أحرار وراء القضبان"، ثم اعتقل للمرة الثانية فى عام 1959 لمدة خمس سنوات، أثرت بشكل واضح فى تجربته الشعرية التى سجلها فى ديوانه "رقص ومغنى". كما أثرت فى شخصيته وأفكاره فيقال إنه اعتنق الإسلام فى تلك الفترة.
لكن تظل تجربته الشعرية الأشهر هى ديوان المسحراتى حيث استخدم شخصية المسحراتى للحديث عن قضايا تهم المواطن العربى.
كتب حداد 33 ديوانًا، إلى جانب الأغانى والمواويل المصرية وأشعار الأطفال، بالإضافة إلى الملاحم الشعبية، أبرزها "أدهم الشرقاوى"، وبعض دواوين بالفصحى.