نظم المسرح الوطني في طرابلس وجمعية "تيرو" للفنون وقفة تضامنية مع مدينتي صور وبعلبك، أمام مقر المسرح في منطقة التل بطرابلس، بحضور مؤسس المسرح المخرج قاسم اسطنبولي، وأعضاء من مجلس أمناء المسرح وجمعية تيرو. وذلك استنكاراً لما تعرضت له عدة مواقع تاريخية وأثرية ذات قيمة ثقافية كبيرة من دمار وأضرار جسيمة، مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على لبنان، مما يمثل تهديداً للتراث الثقافي والهوية التاريخية للبنان.
وقال المخرج اسطنبولي عقب الوقفة التضامنية: "ندين بأشد العبارات الهجمات الأخيرة التي استهدفت المواقع الأثرية في مدينتي صيدا وصور، والتي تمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني والحضاري للبنان والعالم أجمع".
وأضاف: "إن تدمير هذه المواقع، التي توثق آلاف السنين من التاريخ والثقافة، هو جريمة ضد الهوية الإنسانية، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف من الظروف".
وتابع: "استهداف المعالم الأثرية يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح. كما أنه يمثل تعدياً على حق الأجيال الحالية والمستقبلية في معرفة تاريخها وفهم جذورها الثقافية".
ودعا اسطنبولي المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، وخاصة منظمة اليونسكو، إلى اتخاذ خطوات حازمة لوضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة والعمل على حماية التراث الثقافي للبشرية. كما طالب بفتح تحقيقات دولية مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان عدم تكرارها.
وختم اسطنبولي بالقول: "إن حماية التراث الثقافي ليست مسؤولية دولة بعينها، بل هي واجب إنساني جماعي. فلنقف جميعاً صفاً واحداً في وجه هذه الاعتداءات، ولنعمل على صون تاريخنا المشترك من الضياع والدمار".