الأفلام ليست مجرد وسيلة ترفيهية؛ بل هي وسيلة قوية تعكس التجارب الإنسانية المشتركة وتحفظ التاريخ الجماعي. من خلال السرد البصري، تتيح الأفلام للجماهير استكشاف ثقافات متنوعة والتفاعل مع وجهات نظر جديدة. فيلم واحد يمكنه أن يغير المفاهيم، يعمق الفهم، ويخلق روابط مع قصص قد تكون بعيدة كل البعد عن حياتنا اليومية.
بالنسبة لأفريقيا، تمثل السينما وسيلة حيوية للتعبير عن الهوية الثقافية، والحفاظ على التراث، ومعالجة القضايا المجتمعية بطرق إبداعية وفعالة. في ظل هذا العصر الذي يشهد تحولات رقمية سريعة، تتاح لصانعي الأفلام فرص غير مسبوقة لاستغلال أدوات مثل الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لتوسيع نطاق القصص الأفريقية وعرضها بطرق أكثر إبداعًا وتفاعلية.
يُعقد ملتقى مستقبل المهرجانات السينمائية في عصر الرقمنة ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (9-14 يناير 2025) يومي السبت 11 والأحد 12 يناير. يوفر الملتقى منصة تعاونية تجمع صانعي الأفلام، منظمي المهرجانات، القنوات التلفزيونية، المنتجين، وخبراء الصناعة لمناقشة كيفية تعزيز التكنولوجيا الرقمية لتطوير صناعة الأفلام الأفريقية وزيادة ظهورها على الساحة العالمية.
سيتناول الملتقى مواضيع قابلة للتنفيذ مثل التسويق الرقمي، حقوق الملكية الفكرية في العصر الرقمي، والأدوات منخفضة التكلفة لإنتاج الأفلام. ومن أبرز فعاليات الملتقى برنامج تدريب المدربين (TOT)، الذي يهدف إلى تأهيل صانعي الأفلام الأفارقة بالمهارات اللازمة لتنظيم ورش عمل في مجتمعاتهم، مما يعزز ثقافة الابتكار والتعاون في السرد القصصي.
يهدف هذا الملتقى إلى تجاوز النقاشات، واتخاذ خطوات عملية للنهوض بالسينما الأفريقية وضمان تأثيرها المستدام على المستويين المحلي والدولي.