على مدار حلقتين متتاليتين من مسلسل "واحة الغروب" بطولة النجمة منة شلبى التى تؤدى دور الأيرلندية "كاثرين" زوجة "محمود عبدالظاهر" الذى يؤدى دوره النجم خالد النبوى، يتكون لدى كاثرين ضمن أحداث الحلقات شغف شديد بجبل الموتى فى سيوة وتتمكن من زيارته مرتين لاكتشاف أسراره.
يقع جبل الموتى على بعد 2 كيلو متر من منطقة سيوة التابعة لمحافظة مرسى مطروح وبعكس الأحداث التى وقعت فى المسلسل التى تدور فى نهايات القرن التاسع عشر فيقول بعض الباحثين إن الجبل تم اكتشافه عن طريق الصدفة عام 1944 أثناء الحرب العالمية الثانية عندما لجأ أهالى سيوة للاحتماء بالجبل فاكتشفوا المقابر به.
جبل الموتى مخروطى الشكل يبلغ ارتفاعه 50 مترا ويتكون من تربة جيرية ويعد بمثابة جبانة أثرية. أسفل الجبل مصفوف إلى أعلاه بمقابر للموتى منحوتة على شكل خلية نحل من الحجر على هيئة صفوف منتظمة ومتتالية بشكل هندسى يشبه شكل الواحة القديمة.
واكتشف العلماء أنه يعود إلى الأسرة الـ26 ويمتد للعصر البطلمى والرومانى وتجمع هذه المقابر فى تصميمها بين الفن المصرى القديم والفن اليونانى ونشأ هذا الاندماج نتيجة اختلاط الثقافات.
ومن أجمل المقابر الموجودة مقبرة "سى أمون" أحد أثرياء الإغريق والذى كان يتبع الديانة المصرية القديمة. وعاش بسيوة ودفن فيها طبقا لتلك الديانة وتم الحفاظ على تلك المقبرة بشكل جيد. وتتمتع هذه المقبرة بمجموعة من النقوش البارزة وتضم رسما يمثل الآلهة "نات" وهى واقفة تحت شجرة الجميز.
مقبرة سى أمون
يحتوى الجبل على عدد من المقابر الأخرى أبرزها مقبرة ثيبر باثوت وهى مزينة برسومات ونقوش ساحرة مصبوغة باللون الأحمر الذى يغلب على الأوانى الفخارية المستخدمة فى سيوة حتى الآن، ويرقد فى تلك المقبرة تابوت حجرى موضوع على أرضية غرفة الدفن.
فى طريق الهبوط من الجبل يوجد باب حديدى على إحدى المقابر الفرعونية وضعت عليها الأقفال والأبواب الحديدية للحفاظ عليها من عبث العابثين، من داخل المقبرة هناك ممر ضيق قصير يفضى إلى حجرة فارغة صغيرة ترتفع عن الأرض بمقدار طول إنسان تقريبا تبدو على جانبيها فتحات تهوية، تتزين الجدران والسقف الذى لا يفصله عن رأس الزائر سوى سنتيمترات قليلة بنقوش فرعونية دقيقة مازالت محتفظة بألوانها رغم مرور آلاف السنين.
العديد من الأساطير تربط أهل سيوة بـ"جبل الموتى"، ففى أيام معينة من السنة بين الفصول يحجون إلى الجبل ويقيمون بين المقابر لمدة سبعة أيام لا يتناولون فيها أى طعام إلا ثوم، ظنًا منهم أنه يمنحهم الصحة ويقيهم من الأمراض حتى الفصل المقبل. ومن أشهر الأساطير أيضًا ما رواه هيرودوت فى كتاباته أن الجيش الذى أرسله الإمبراطور قمبيز بهدف هدم معبد آمون والقضاء على جميع الكهنة فيه، خرج من طيبة متوجهًا إلى المعبد فى سيوة ولكن الإله آمون انتقم منهم وأرسل رياحًا عاتية دفنتهم أحياءً تحت الرمال.
جبل الموتى والمقابر وسط الصخور