سنوات طويلة عاشها الفنان محمود عزب، أهدر فيها الكثير من الوقت والجهد ولم تأت بثمارها أو ما يستحقه كفنان مخلص، سوى بعد انصاف المخرج تامر محسن له في مسلسل "قلبي ومفتاحه"، ليضع محمود عزب في مكانه الصحيح، وهي المكانة التي يستحقها منذ سنوات لولا الاختيارات المحدودة وضيق أفق بعض المخرجيين ممن يستسهلون قولبة الفنان في قالب واحد، دون وضع روح المغامرة في اختيارات رغم أن الفن بالإساس هو مغامرة محسوبة.
استطاع محمود عزب أن يثبت وجوده في عوالم المسلسل من خلال دور نصر، ذلك العجوز الولهان ليقدم واحدًا من أبرز أدواره مكتسبا أجيال مختلفة من المشاهدين وفي نفس الوقت إعجاب الجمهور.
لعب محمود عزب في المسلسل دور نصر، العجوز الطامح في الاقتراب من حب حياته "عايدة رياض" صانع "الطعمية" الذي يعيش صراعًا بين أحلامه وواقعه، وبين مشاعره الصادقة والضغوط الاجتماعية من حوله.
استطاع محمود عزب أن ينقل مشاعر شخصيته بصدق كبير، ما جعل الجمهور يتعاطف معه ويشعر بضعفه تجاه حبه الوحيد، ما دفع الجمهور ينتظر نتيجة رسالته التي وضعها داخل قرص الطعمية لحبيبته، ومن ذكاء المخرج تامر محسن أنه قفل الحلقة على اكتشاف ابنها دياب الرسالة ليترك المشاهد 24 ساعة يتندر على ما سيحدث في الحلقة الجديدة، ليخطفك المخرج مرة أخري في اتجاه مغاير وينقل العقدة التي كانت تحتاج لحل لعقدة أكبر يدخل فيها أشرف عبد الباقي طرف أصيل في صراع دائر تورط فيه رغم أنفه.
تمتع محمود عزب بحضور قوي على الشاشة، وأضاف لمسة خاصة لشخصيته، جعلتها تبقى في ذاكرة المشاهدين، وظهر جليا أن محمود عزب يمثل الدور وهو مرتاح وواثق أنه في أيدي أمينة، وتظهر بينه وبين أشرف عبد الباقي كيماء من نوع خاص صداقة وجيرة تتخللها الكثير من المشاعر الإنسانية ولا تخلو من الكوميديا في نفس الوقت ولكن على طريقة المخرج تامر محسن.
لاقى أداء محمود عزب في مسلسل "قلبي ومفتاحه" إشادة كبيرة من الجمهور والنقاد، حيث تم تداول اسمه بشكل لافت كواحد من الممثلين الذين يستحقون المتابعة، وأشاد الكثيرون بقدرته على تحمل مسؤولية دور بهذا الشكل في مسلسل كبير.
بعد نجاح محمود عزب في "قلبي ومفتاحه"، وتقديمه أداءً استثنائيًا ننتظر مزيدا من الأدوار المغايرة، أدوار تليق بقيمة محمود عزب كفنان.