جمال عبد الناصر يكتب : مشاهد صنعت البهجة في ذروة الأزمات الدرامية

خلال الحلقات الماضية لعدد من مسلسلات الموسم الرمضاني 2025 ، وبالتحديد في ثلاث مسلسلات من متابعاتي اليومية توقفت أمام ثلاث مشاهد صنعت البهجة لدي بشكل شخصي وغيرت من مودي للأفضل ، وأعتقد أن هذا التأثير نقل للجمهور المحب للحياة بكل ضغوطاتها ومشاكلها وهمومها، فأحيانا يهرب الإنسان في ظل ما يواجهه من مشاكل وأزمات إلي سماع أغنية والرقص عليها مع من نحب من أصدقاء وأحباب . 

 

أول هذه المشاهد وأكثرها بهجة هو مشهد بمسلسل " النُص " جمع أحمد أمين بأفراد عصابته مع الضابط  حضرت الصاغ " صدقي صخر "، فبعد فرحتهم بنجاح مهمتهم غنوا ورقصوا علي أغنية " دنجي دنجي دنجي دنجي  " والتي الفها بديع خيرى و لحنها سيد درويش وغناها س سنة 1922 فى مسرحية "الطاحونة الحمرا"، فكم من البهجة والفرحة التي حملتها هذه الأغنية بغناء المجموعة ورقصهم مع أحمد امين علي ضفاف نهر النيل بالأقصر، واستطاع المخرج أن ينقل البهجة من المشهد لكل من شاهد المسلسل في تلك الحلقة، ورسم حركة راقصة بشكل بسيط واختار زوايا بعيدة وقريبة في المشهد لينقل لنا مشاعر وأحاسيس الممثلين، ومشهد آخر في هذا المسلسل أتوقف عنده وهو مشهد صعود درويش " حمزة العيلي " علي المسرح ليعمل مونولوجيست فكم كان مبهجا ومؤثرا في نفس الوقت فهو من المشاهد الإنسانية في هذا العمل الملئ بالبهجة . 

 

المشهد الثاني الذي توقفت أيضا أمامه وفرحت جدا بفرحة أبطاله هو مشهد من مسلسل " ولاد الشمس " حينما قام الثنائي ولعة ومفتاح ( أحمد مالك / طه دسوقي ) بالرقص في مشهد قبله شعور بالتعب والإرهاق وبالإحباط والخوف واليأس أيضا بعد تعرضهم للضرب ، لكن يبدو أن الرقص علي أغنية مفضلة لديهم وهي اغنية " عقباوي دمه حامي " كانت الخلاص من كل هذه الهموم وكل التعب والإحباط الذي كانا يشعران به. 

 

مسلسل "ولاد الشمس" من المسلسلات المحببة لدي في مشاهدتها، وبرغم بعض اللامنطقية في بعض الأحداث وقيام مشاهد درامية كثيرة علي الصدف دون وجود مبررات إلا أن المسلسل يحدث لدي حالة شعورية مختلطة ما بين الحزن علي مصير هؤلاء الشباب والأطفال، وما بين الفرحة لفرحهم والبهجة لأي شيء يسعدهم حتي لو كانت رقصة او أكلة، ومن مميزات هذا المسلسل المشاهد المؤثرة الدسمة من غير مبالغة في الأداء وزعيق وعياط وضرب وتبريق وده كان تقريبا في معظم مشاهد المسلسل والاهم من كده، وهو مسلسل متفرد وسط كل دراما رمضان لأنه يقدم هذه الطبقة بشكل محترم بدون ابتزال ولا كليشهات مسبقة . 

 

المشهد الثالث الذي صنع بداخلي بهجة وفرحة وشعور بالانتصار للبطل هو مشهد من مسلسل " قلبي ومفتاحه " للمخرج تامر محسن، وبطولة ىسر ياسين ومي عز الدين ، وهو مشهد الزواج الفعلي والحقيقي لمحمد عزت وميار، فقد " دخل بها " بعد زواجهما بشكل حقيقي، ورقصا سويا علي أغنية " باب الجمال " لمحمد منير ليصنعا بهجة ورومانسية، وعموما اختيار الأغاني المصاحبة للمشاهد في هذا المسلسل رائعة واختيارات موفقة جدا تخدم الدراما وتستكمل الحالة الشعورية وتخدم المود العام في المسلسل .