مسلسل جودر وإحياء الحواديت التراثية في رمضان

مسلسل جودر مسلسل جودر
 
سما سعيد
استشاري نفسي: القصص الخيالية تدعم الصحة النفسية للطفل.. وخبيرة علاقات إنسانية: الحواديت تعزز الترابط الأسري
 
يعود مسلسل "جودر" بجزئه الثاني ليكون أحد أبرز الأعمال الدرامية في موسم رمضان 2025، بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول العام الماضي، إذ جذب المسلسل اهتمام عشاق القصص الخيالية وحكايات ألف ليلة وليلة، بالإضافة إلى الجيل الجديد الذي لم ينشأ على مثل هذه النوعية من الحكايات، بل يعتبرها جزءًا من زمن مضى.
 
للقصص والحكايات تأثيرًا نفسيًا إيجابيًا ملحوظًا، إلى جانب دورها في تعزيز العلاقات الأسرية، حيث يجتمع أفراد العائلة أمام شاشة التلفزيون لمتابعة مغامرات "جودر" وبطولاته المستوحاة من التراث الشعبي، والتي تجسد قيم الخير وحب الأهل والوطن.
 
"جودر" يعيد سحر الحكايات القديمة للأجيال الجديدة
حقق مسلسل "جودر" صدى واسعًا بين متابعي دراما رمضان، لا سيما بين الأطفال وجيل الشباب الذين ينجذبون إلى العوالم الخيالية والأساطير. كما ساهم في تعزيز الروابط الأسرية، حيث يجتمع أفراد العائلة لمشاهدته والاستمتاع بحكايته.
 
تقول خبيرة العلاقات الإنسانية شريهان الدسوقي في تصريحات لـ"اليوم السابع" إن جودر نجح في إعادة أجواء الحكايات القديمة التي ارتبط بها جيل الثمانينيات والتسعينيات، خاصة ألف ليلة وليلة، والتي لم تتح للأجيال الجديدة فرصة التعرف عليها بشكل مباشر. وأضافت أن الجيل الحالي ينجذب إلى كل ما هو خيالي وغير متوقع، وهو ما يوفره المسلسل ببراعة.
 
وترى خبيرة العلاقات الإنسانية أن الجزء الثاني من "جودر" يشكل امتدادًا لفكرة الحواديت والقصص التراثية، كما يحمل بعضًا من روح فوازير رمضان التي كانت عنصرًا أساسيًا في ذكريات الشهر الكريم. إذ كان الأطفال في الماضي يتابعون الحكايات بشغف لمعرفة نهايتها، بينما كانت الفتيات ينبهرن بقصص الحب والأزياء الفريدة والإكسسوارات المميزة. واليوم، يعيش الكبار نفس المشاعر وهم يشاهدون المسلسل رفقة أطفالهم، ما يخلق تجربة تجمع بين الحنين إلى الماضي وإمتاع الجيل الجديد.
 
كما تشير خبيرة العلاقات الإنسانية إلى أن الحكايات الشعبية، وخاصة تلك التي يتناولها "جودر 2"، لها تأثير قوي على الأسرة والمجتمع. فهذه الحكايات لا تقتصر على الترفيه فقط، بل تعزز الترابط الأسري من خلال تقديم قدوة إيجابية للأطفال. فشخصية "جودر" تمثل البطل الشعبي الذي يحترم عائلته ويحبها، كما أنه محب لوطنه ويسعى لنشر الخير والتصدي للشر، وهو ما يغرس في الأطفال قيماً أخلاقية منذ الصغر، تحفزهم ليكونوا أكثر التزامًا بمبادئهم.
 
استشاري نفسي: القصص الخيالية تدعم الصحة النفسية للأطفال 
 
من الجانب النفسي، توضح استشارية الصحة النفسية الدكتورة سلمى أبو اليزيد أن القصص الخيالية تلعب دورًا مهمًا في دعم الصحة النفسية للأطفال، خاصة عندما يرويها أحد الأبوين. فمشاهدة مثل هذه الحكايات في دراما رمضان تساعد الطفل على تطوير مهاراته الاجتماعية والعاطفية بشكل أسرع، وتعزز لديه القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين.
 
وتضيف استشارية الصحة النفسية أن مسلسل "جودر" يساعد الأطفال أيضًا على استكشاف عوالم مختلفة والتعرف على ثقافات أخرى، ما يحفز خيالهم ويدعم فضولهم. كما أن مشاهدة هذه الحكايات تعزز لديهم مشاعر التعاطف والوعي العاطفي. أما بالنسبة للكبار، فإن المسلسل يمنحهم شعورًا بالراحة والطمأنينة من خلال استعادة ذكرياتهم الجميلة، وكأنهم يسافرون عبر الزمن ليعيشوا أجواء ألف ليلة وليلة من جديد، ولكن هذه المرة رفقة أطفالهم.
 
وتؤكد أن هذه النوعية من القصص تسهم أيضًا في تقليل قلق الأهل تجاه المحتوى الذي يشاهده أطفالهم، إذ يقدم "جودر" عملًا دراميًا مناسبًا للأطفال، يتضمن دروسًا تربوية مفيدة من خلال المواقف التي يواجهها البطل وطريقة تعامله معها.
 
التصميم البصري والإكسسوارات تضيف سحرًا خاصًا 
 
لا يقتصر سحر "جودر" على القصة والأحداث فحسب، بل يمتد إلى التفاصيل البصرية التي تجعل المشاهد يشعر وكأنه انتقل إلى عالم "ألف ليلة وليلة"، حسبما تؤكد أسماء الدرديري مصممة الحلي لـ"اليوم السابع"، والتي شاركت في تصميم العديد من قطع الإكسسوارات بالمسلسل، مشيرة إلى أن استخدام الطابع الفرعوني والتراثي في الإكسسوارات يعزز من أجواء القصص الخيالية، ويجعل المشاهد يشعر وكأنه انتقل إلى زمن آخر. وتوضح أن تصميم الإكسسوارات الخاصة بالأعمال الدرامية يعد من الفنون الصعبة، خاصة عندما تكون هذه القطع جزءًا من عمل فني ضخم مثل "جودر"، حيث يجب أن تتناغم مع الأزياء والمشاهد الدرامية لتعكس روح الحكاية بطريقة متقنة.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر