في إحدى قاعات محكمة مستأنف مدينة نصر، جلست الفنانة أميرة العايدي تُتابع مجريات الجلسة، بينما على الجانب الآخر، كانت أرملة الفنان الراحل وائل نور تنتظر الحكم الذي سيحدد مصير الشقة التي كانت موضع نزاع طويل.
هذا النزاع لم يكن مجرد خلاف قانوني، بل كان امتدادًا لصراع على الميراث بدأ منذ اللحظة التي رحل فيها الفنان وائل نور، تاركًا وراءه أسرة مقسمة بين الزوجة السابقة، أميرة العايدي، والأرملة، التي أصبحت المسؤولة عن جزء آخر من إرثه، وكانت الشقة محور النزاع، حيث ادّعت كل واحدة منهنّ حقها فيها، لكن المحكمة كان لها القول الفصل.
البداية : كيف تحوّل البيت إلى ساحة نزاع؟
بعد وفاة وائل نور، بدأت الخلافات تتصاعد بين الورثة، ولم تكن الأمور سهلة، فهناك حقوق شرعية، ونفقات، وممتلكات، وأطفال قُصّر في قلب القضية، وفي ظل هذا الصراع، برزت الشقة كأحد أهم المحاور التي دفعت الطرفين إلى أروقة المحاكم.
أميرة العايدي، بصفتها الوصية على أبنائها من وائل نور، رأت أنها تمتلك نصف الشقة، ومن حقها استعادتها، بينما أرملة الفنان الراحل، التي كانت تقيم فيها، رفضت التنازل عنها.
ساحة القضاء والقرار المنتظر
لم يكن هناك سبيل لحل النزاع إلا باللجوء إلى المحكمة، ومع تعقد القضية، استأنف الطرفان الحكم أكثر من مرة، في محاولة كل منهما لإثبات أحقيته بالشقة، حتى أعلن القاضي قراره برفض الاستئنافين المقدمين، وإلزام أرملة الفنان الراحل وائل نور بتسليم الشقة إلى الفنانة أميرة العايدي، مع تحميل المستأنفة المصاريف الجنائية.
داخل القاعة وبعد صدور الحكم نظرت أميرة العايدي إلى محاميها بابتسامة بينما ارتسمت علامات الصدمة على وجه الطرف الآخر.
حقوق الأرملة بعد وفاة الزوج.. ماذا يقول القانون؟
هذه القضية تسلط الضوء على حقوق الأرملة بعد وفاة زوجها، والتي ينظمها القانون المصري، حيث ينص على:
• أن رابطة الزوجية تنتهي بالوفاة، وتصبح الزوجة في عدة شرعية، وهي الحاضنة لأطفالها ما لم تسقط حضانتها.
• أن مسكن الحضانة يظل من حقها طوال فترة الحضانة، بغض النظر عن المالك.
• أن المنقولات تقسم بين الورثة، باستثناء متعلقات الزوج الشخصية.
• أن مؤخر الصداق يُعتبر دينًا على الزوج، يُدفع عند الطلاق أو الوفاة.
• أن النفقة تجب على أهل الزوج إن لم تكن للأرملة موارد مالية.
• أن لها الحق في إدارة أموال أبنائها القُصّر، مع إمكانية اللجوء للقضاء في حالة التلاعب أو الإهمال.
