ودعت مصر والعالم العربي، اليوم الثلاثاء، الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، التي غيّبها الموت عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مشوار فني بلغ نحو 77 عامًا، حفرت خلاله اسمها بحروف من نور كواحدة من ألمع نجمات المسرح العربي، وصاحبة رصيد إبداعي لا يُضاهى.
أعلن نقيب المهن التمثيلية، الدكتور أشرف زكي، خبر وفاة سميحة أيوب سيدة، التي لقّبها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بـ "سيدة المسرح العربي"، وهو لقب لم يطلق مجاملة، بل توصيف دقيق لفنانة كرست حياتها للفن، وآمنت أن المسرح ليس مهنة بل قدر وشغف، كما قالت في أحد تصريحاتها.
ولدت سميحة أيوب في 8 مارس 1932 بحي شبرا، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، بعد أن تلقت تعليمها على يد كبار مثل زكي طليمات ويوسف وهبي. ومنذ خطواتها الأولى في مسرحية البخيل، برز حضورها القوي وصوتها المميز، لتصبح وجهًا مألوفًا في عروض مثل سكة السلامة والسبنسة ورابعة العدوية.

الفنانة سميحة ايوب
مشوار سميحة أيوب
لم يكن المسرح محطتها الوحيدة، فقد تألقت في السينما بأفلام منها أرض النفاق، فجر الإسلام، فيما شكّلت حضورًا لافتًا في الدراما التلفزيونية بأعمال مثل الضوء الشارد، أوان الورد، وشاركت حتى العام الماضي في مسلسل حضرة العمدة، مؤكدة أن العمر لا يلغي الشغف.
برحيلها، لا تخسر الساحة الفنية فنانة كبيرة فحسب، بل يُطوى فصل من فصول الإبداع الخالص، ويغيب وجه كان رمزًا للرصانة والالتزام والرسالة. لكن سميحة أيوب، التي كانت ترى أن التمثيل مقاومة، تظل حاضرة في الذاكرة، بإرثٍ يتجاوز العروض إلى معنى الفن نفسه، وتركت ورائها أعمالا لا تنسى، وأيضا حزنا كبيرا ساد الوسط الفني والثقافي.