في مثل هذا اليوم، 14 يوليو من عام 1988، شهدت الساحة الفنية المصرية والعربية حدثًا استثنائيًا، عندما صدر شريط الكاسيت الشهير "لولاكي" للفنان الشاب حينها علي حميدة، ليحدث ضجة غير مسبوقة، ويتحول خلال أيام إلى حديث الشارع، يتردد صداه في البيوت، ويُشغل على المقاهي والنوادي، وكأن صوتًا جديدًا خرج ليغير قواعد اللعبة.
لم يكن في مصر أو العالم العربي وقتها ما يُعرف بـ"الترند"، لكن "لولاكي" صنعت الترند قبل اختراعه، وفرضت نفسها كظاهرة جماهيرية جارفة في زمن لم تكن فيه مواقع التواصل موجودة. لقد كسرت الأغنية الشكل التقليدي للغناء المصري، وقدّمت لونًا جديدًا حمل لاحقًا اسم "الأغنية الشبابية".
وراء هذا النجاح الفريد كان هناك ثلاثي مبدع: كلمات: عزت الجندي، من ألحان: سامي الحفناوي، من توزيع موسيقي: حميد الشاعري، الذي أضاف بصمته الحديثة وأحدث ثورة حقيقية في أسلوب التوزيع آنذاك، ساهمت في جعل الأغنية قريبة من روح الشباب.
لم يكن ألبوم "لولاكي" مجرد بداية فنية لعلي حميدة، بل كان صاروخ انطلاقه، حيث واصل مشواره ليصدر 6 ألبومات، كان آخرها بعنوان "خان العشر" عام 2001. ورغم أنه ابتعد لاحقًا عن الأضواء، ظل اسمه مرتبطًا دائمًا بتلك الأغنية التي غيّرت شكل الغناء في مصر.
رحل علي حميدة عن عالمنا في 11 فبراير 2021، عن عمر ناهز 73 عامًا، لكنه ترك إرثًا فنيًا محفوظًا في وجدان جيل كامل، وصوتًا لا يُنسى.