الدكتور أحمد مجدي: الذكاء الاصطناعي لا يملك الوعي ولا يبتكر بل يعيد تركيب وعي الإنسان

الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري
 
كتب جمال عبد الناصر
شارك الناقد والأكاديمي الدكتور أحمد مجدي في إحدى جلسات المحور الفكري المصاحب لفعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، وذلك ضمن جلسات تناقش علاقة الإبداع المعاصر بالتحولات التكنولوجية. وجاءت مداخلة الدكتور مجدي بعنوان: "الذكاء الاصطناعي وحدود التأليف"، حيث طرح خلالها رؤيته النقدية تجاه ما يُثار مؤخرًا حول قدرة الذكاء الاصطناعي على دخول مجال التأليف الدرامي.
 
في مستهل حديثه، أكد الدكتور مجدي أن الآلة، مهما تطورت خوارزمياتها، لا تمتلك وعيًا ذاتيًا أو مشاعر حقيقية تؤهلها للابتكار الفني الأصيل. وقال في تصريحه:
 
"الذكاء الاصطناعي لا يستطيع التأليف، بل فقط تنظيم النصوص وتحليلها بناءً على ما يغذيه به الإنسان. وبالتالي، لا يمكن إطلاق صفة 'المؤلف' عليه، لأنه يعمل على إعادة تركيب المعطيات البشرية التي جُمعت مسبقًا".
 
وأضاف أن تلك المعطيات نفسها لا تُنتج من فراغ، بل تعكس التحيزات الثقافية والاجتماعية التي نُسجت بها البيانات، مشيرًا إلى أن:الذكاء الاصطناعي يتأثر بتحيزات المجتمع الذي وُلِدت فيه البيانات، وبالتالي فإن التلقي هنا يجب أن يُراعي أن ما نقرأه هو نتاج برمجة بشرية، وليس وعيًا مستقلًا".
 
كما توقف الدكتور أحمد مجدي عند السمات التقنية التي تحكم إنتاج الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن هذا النوع من التكنولوجيا يعتمد على تقنيات التكرار وإعادة التركيب، مما يؤدي غالبًا إلى أفكار تدور في حلقات مغلقة، تُعيد إنتاج المحتوى نفسه بصياغات متعددة، دون أن تضيف بعدًا إنسانيًا جديدًا.
 
وفي تحليله لفئات الذكاء الاصطناعي، فرّق مجدي بين ثلاثة أنواع أساسية: الذكاء الاصطناعي البسيط، والذكاء العام (جيزال)، ثم النوع المتقدم الذي يُقال إنه يتفوق على القدرات البشرية. وأوضح أن هذا النوع الأخير لا يزال أقرب إلى الخيال العلمي، ولم يتحقق فعليًا، رغم الضجة الإعلامية المصاحبة له.
 
واختتم الدكتور أحمد مجدي مداخلته بتأكيده على أن الذكاء الاصطناعي هو أداة مزدوجة الأثر، وأن التحدي الحقيقي لا يكمن في التفاضل بين الإنسان والآلة، بل في كيفية توظيف المبدع البشري لهذه الأداة، وقال:الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، والتحدي الحقيقي ليس بين الإنسان والآلة، بل في قدرة المبدع على توظيف هذه التقنيات لصالح العملية الإبداعية، في شراكة تكاملية بين البشري والآلي".
 
 
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (1)
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (1)

الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (2)
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (2)

الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (3)
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (3)

الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (4)
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (4)

الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (5)
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (5)

الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (6)
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (6)

الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (7)
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (7)

الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (8)
الدكتور أحمد مجدي خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري (8)
 
يُذكر أن المحور الفكري الذي نُظّمت خلاله هذه الجلسة يُقام تحت عنوان "تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري"، ويترأسه الناقد أحمد خميس، ويُعد من أبرز فعاليات الدورة الحالية للمهرجان. ويناقش المحور عددًا من الموضوعات المركزية مثل: أثر السياقات السياسية والاجتماعية على الوعي الجمالي، التوجه المؤسسي، تحولات العروض، جماليات الجسد، الفضاء المسرحي، وأشكال الخطاب النقدي. وقد انطلقت جلساته يوم 13 يوليو وتستمر حتى 29 يوليو الجاري، بمقر المجلس الأعلى للثقافة، ويعقب كل جلسة ندوة مفتوحة وتكريم لإحدى الشخصيات المسرحية المؤثرة.
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر