عايش إكلينيكياً بين طهارة الأبيض وقتامة الأسود تكمن المأساة

أسماء حجازي أسماء حجازي
 
بقلم الناقدة / أسماء حجازي
هناك دائماً من يقف فى آخر الصف من يردد كلمة(  نعم - حاضر) ليطيع من حوله ليس عن قناعة منه ولكنه يتجنب الدخول فى أى شىء وكل شىء... يفضل أن يلتصق بالجدار ليحتمي به يعيش داخل هذا الجدار لأنها المساحة الوحيدة الآمنة بالنسبة له ..و بالرغم من أنه يحمل بداخله طهارة الأبيض إلا أنه لايقوي على شجاعة المواجهة أمام قتامة الأسود فيقف فى المنتصف المميت فى تلك المنطقة الرمادية التى تجعل نقاء الابيض مسلط أمام عينه فيرعبه الضوء الشديد والتى تجعل الاسود يقبض القلب ويرجف الروح .. فيصبح الإنسان (عايش إكلينيكياً) أى أنه ميتاً على قيد الحياة  من منطلق أن الأيام تشبه بعضها البعض... فاليوم يشبه الأمس وغد ... وهو ما يجعل السؤال هنا يلح على الأذهان 
من جعل الإنسان يفقد حياته ؟!! ويعيش بتلك الآلية
 
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (1)
عرض عايش إكلينيكياً ..الفناناين :محمد مبروك يوركا ، عبد الرحمن محمد ونهلة كمال وجمال عبد الناصر (1)
 
 
يفيق من نومه أو ثباته!!! فقط للحصول على قوت يومه يستقل تلك المواصلات العامة وسط الزحام الشديد يفقد الأمل فقط من أجل أساسيات الحياة اليومية أن تكون أقصى طموحاته أن يمر يومه فقط بسلام !!! بنفس الوتيرة ونفس الانهاك والانتهاك لادميته فقط من أجل كسرة خبز ومأوي يفقد روحه وملامحه ورغباته وطموحاته ولا يتبقي منه غير ( مواطن يعيش إكلينيكياً ) على قيد تلك الحياة منتظر الموت ليكون مخلصه الوحيد إن تبقي  منه شيئاً ليحصل عليه الموت من الأساس 
 
كيف له أن يكون أسرة؟!! وينجب أطفال فى تلك الحياة 
أما أن يصبح منافق أو مرتشي ويبيع كرامته ومبادئه فهي متطلبات هذا العصر !! أو يختار أن يحافظ على نفسه فيدخل هذا الجدار ويعتزل مايؤذيه! لكن السؤال هنا هل مايؤذيه سوف يعتزله هو الآخر تلك هى المسألة؟؟؟؟
 
أختار المؤلف والمخرج ( أحمد شمس) أن يسلط الضوء على حياة المواطن( صابر ) وكان له نصيباً كبيراً من إسمه فهو صابر 
 
على كل شيىء هذا المواطن فى ثيابه الرثه الذي أختار المؤلف منذ البداية  وقرر أن لا يحدد زمناً أو مكاناً بعينه فهذا النموذج يصلح لكل زمان ومكان ... هو ( الإنسان) بكل أزماته ومعاناته 
 
والتي يوضحها المؤلف من خلال اسكتشات يكون الرابط الأساسي بها المواطن صابر وفى رحلته تلك يتكشف لنا مدي زيف تلك الحياة وفساد الأفراد بين جناه وضحايا فى إطار ( كوميديا سوداء)  ليخفف المؤلف من وطأة الأحداث 
 
يعرض رحلة صابر بداية من مكان عمله ( المدرسة ) حيث يعمل مدرسا بها ليلقي الضوء على الفساد المتجسد فى أبهي صوره حيث يقوم ناظر المدرسة بالاتفاق مع المدرسين بألصاق تهمة العجز بالمخازن لصابر المسكين !
 
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (4)
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً.. مصطفي حزين وجمال عبد الناصر 
 
ليفر هارباً إلى بيت خطيبته( ألفت) ليكتشف أنها هى الأخري باعته وخانته
 
ليستمر فى رحلة الهرب من نفسه ومن الحياة ليجد نفسه فى حانة ومن خلالها يبدأ صابر فى نزع مبادئه ويقيم علاقة مع (دوسة  ) العاهرة التى تبيع جسدها مقابل المال!! ويقود عملها قواد محترف ينتظر حصوله على المال ويعطيها دروس تتلخص فى أن ( الزبوب) دائماً على حق فهو من يملك خيوطها ويحركها كدمى لا قرار لها فى ذلك ! فهى نموذج أخر للمعاناة ولكن من زاوية مختلفة 
لتستمر رحلة صابر وبفانتزيا خيالية تذكرني بإحدى قصص ألف ليلة وليلة يذهب صابر لعيادة الطبيب الذي يخبره أنه يحمل طفل فى أحشائه!! 
 
ليلد صابر هذا الطفل المشوه فهو كناية عن ماهو قادم من  أجيال  نتاج تبعات السلبية والخضوع والمذلة التى أسس لها الآباء أو بمعنى أدق الجيل الحالى الذى لم يأخذ موقف تجاه الفساد وسمح له بالتوحش والسلطة والاستمرارية!
 
فى رحلة صابر يتخللها شخصية ( العارف) بملابس ناصعة البياض ما يحيلنا إلى إسمه أولٱ:  من هو العارف هو الضمير أم هو القنديل الذي ينير درب حالك الظلام ؟ أم أنه الملاك الذي يرشدك إلى النور ؟! كلها استنتاجات تبدو صحيحة خد ما تراه أقرب إلى قلبك وعقلك ... ربما هذا ما أراده الكاتب والمخرج (أحمد شمس ) فى طرحه الذى احالنى إلى العرض المسرحي 
 
(الخلطة  السحرية للسعادة ) تأليف وإخراج ( شادي الدالي) مع إختلاف التناول والطرح ولكنه يوجد تناص والتقاء بينهما وكما ذكرت سابقاً القضية صالحة لكل العصور والأزمنة 
ولكن مآخذى على الكاتب( أحمد شمس)  أنه أراد أن يعرض قدرات الممثلين من خلال الارتجال واعطاء مساحة لهم لكى يقوم كل منهم بتمثيل أدوار متنوعة ومختلفة ورغم اعترافي بقدراتهم إلا إن ذلك أفقد الدراما الكثير من تماسكها وأسهم فى التشتت عن القضية الأساسية المراد طرحها وبدلاً من إن يجعلني اتعاطف مع شخصية ( صابر - الإنسان - المواطن ) اغرقني فى خطوط فرعية كثيرة تصرفنى عن البلوك الأساسي  فى تلك المأساة ربما هو الفخ الذى وقع فيه المؤلف خوفاً من حساسية الأزمة التى أراد طرحها فجعل بعض الاسكنشات التى بدت لى غير مكتملة درامياً بداية من اسكتش المدرسة ربما كنت أريد أن أرى الظلم وواقعه الحقيقي على صابر ربما يخاف بعض المبدعين من اتهامهم بالانخراط الميلودرامي فى الكتابة والبكائية المصطنعة على ما يدور حولنا ولكن ذلك لا يعنى إن نهرب من إيضاح ومواجهة الحقيقية كما يجب أن تكون 
 
وهو ما يجعلنى اتسائل 
لماذا جعل من شخصية صابر وكأنه أبله ؟! هل نقاء القلب وطيبته تعنى أن الإنسان ساذج وأبله ؟! هل عدم تلوث الإنسان يعنى أنه أبله و أقرب إلى المجذوب!!؟
 
وهو بالطبع ما أسقط ذلك على أداء الممثل ( مصطفى حزين) فى شخصية صابر رغم أنه ممثل جيد جداً إلا إن ذلك انطبع على الأداء واخد الشخصية إلى هذا الاتجاه بداية من حركة العين والشفاه والايماءات المبالغة فيها كنت اتمني منه إن يكون أكثر طبيعية فى أدائه خاصة أنه يملك تلك القدرة ويتملك ادواته كممثل إلى جانب قدراته كممثل ( بانتومايم ) التى استغلها المخرج  فى أستعراض الفينال هذا لا ينفى جودت أدائه فى تقديم شخصية صابر وإظهار الانهاك النفسي والبدني للشخصية المهزومة أمام الحياة !
إلى جانب الجهد المبذول من( أحمد شمس) إخراجيأ والممثلين فى تقمص أدوار متنوعة ومختلفة والتى كانت على النحو التالى :
 
 شخصية (العارف) الذى قام بأدائه ( ياسر أبو العينين) 
حيث كان ميزان العرض ببهاء الحضور وقوته وبلغة عربية سليمة تألق بوعى تام لطبيعه الشخصية وأداء رصين أستطاع إيصال المعنى بسهولة ويسر فيجعلك تنتظر حلوله عليك مرة أخرى
بينما قام بأداء ( الناظر - أبو ألفت - الدكتور - مدير الكباريه) 
 
( محمد مبروك - يوركا) الحقيقة أنه ممثل جيد يتمتع بخفة ظل ورشاقة فى الأداء وقدرة على التنوع فى الأداء والتمييز بين شخصيات مختلفة بين الجد والهزل برع فى أدائه ولكن ماخدي عليه أنه فى بعض الأحيان يضحك على الموقف ويخرج عن أدائه لطبيعة الشخصية متأثرا بالحوار !
 
أما ( عفاف المدرسة - ألفت الخطيبة - وأشواق الراقصة - دوسة العاهرة) والتى قامت بأدائهم ( نهال كمال) هى ممثلة تتمتع بالقبول والحضور والأداء المتميز واستطاعت التنوع فى تقديم تلك الشخوص المختلفة ولكن ماخدي عليها عدم التفريق بين شخصيتين ( دوسة وأشواق) لم يوجد فارق بينهم فى الأداء ربما جاء التفريق خارجياً من خلال باروكة الشعر والملابس التى تبدو متاشبه ليست كل راقصة عاهرة وليست العاهرة التى تبيع جسدها لظروف إجتماعية واقتصادية واحدة 
كنت أفضل هذا التفريق الذي يجعل من دوسة ضحية الذي يجعل الإختيار اضطرارياً وليس إراديا حتى وإن وضح المخرج ذلك من خلال شخصية القواد واستعراض الفينال ربما لو تم توضيحه أيضا على مستوى الأداء التمثيلي لأحدث فارقاً كبيراً 
 
بينما ( المدرس - القواد - المنولوجست - والمطرب بالكباريه) والذى قام بأدائهم ( جمال عبد الناصر) ورغم انضمامه لفريق العمل مؤخراً إلا أنه استطاع التنوع بين الشخصيات تجده فى شخصية المدرس المنافق الذى يسير وفقاً للمصلحة... ويكون القواد بميوعيت الأداء النسائي فى بعض اللحظات طبقاً لطبيعة الشخصية والمنولوجست الذى يتمتع بثقل الدم من خلال نكاته التى يلقيها فتضحكه هو فقط والمطرب صاحب الصوت النشاذ الذى يتوهم حلاوت صوته ولكنه يتحول فى لحظة ما بخفة ظل إلى (نبطشي الأفراح الشعبية المتعارف عليه ) ويخترق صالة العرض ويكسر تلك الواقعية ليلقى التحية على ( عظمته) هو أحد الأثرياء العرب الذى يتردد على الكباريه فيصبح الجميع عبيد تلك اللحظة بمعنى أدق عبيد أرضائه للحصول على بركاته المتمثلة فى المال الذى يجود به عليهم  !!!
 
أما  ( المدرس المتدين بطبعه - أخو ألفت  - مساعد مدير الكباريه)  والذى قام بأدائهم ( عبد الرحمن على) فى شخصية المدرس المتدين ( المتأسلم) يذكرنى بشخصية الشيخ عمره ماركعها للكاتب دكتور ( علاء عبد العزيز) فى مسرحيتة  (معرض القهر )
هو رمز للتدين الزائف الخارجى الذى يقول قال الله وقال الرسول ويمسك بسبحته طول الوقت ويستغفر الله ولكنه فى حقيقية الأمر يأكل مال اليتيم ويشهد زور ويفعل كل المبيقات تحت تلك المظلة البريئة منه فمعرفة الخالق فى كل فعل واتقائه فى كل قول 
استطاع عبد الرحمن إن يؤدى تلك الشخصية ببراعة وتنوع أدائه فى التميز بين الشخوص المختلفة بأداء متميز  فيستطيع أن يقنعك أنه طفل ( أخو ألفت الصغير ) وأنه ذلك المتدين بطبعه ومساعد المدير الذى يسكر ليمتلك الوهم الذى يكسبه شجاعة مواجهة المدير  !
 بينما جاء أداء ( محمد جبر ) الذى تمتع بخفة ظل فى تجسيد ( المدرس - أخو ألفت - الثرى العربى [عظمته]- التمرجي) 
 
استطاع التنوع والاختلاف فى الأداء والتمييز بين شخصيات مختلفة إلى جانب حضوره الجيد فهو ممثل جيد ويمتلك أكثر من ذلك 
 
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (5)
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً.. نصطفي حزين 
 
وفق المخرج ( أحمد شمس) فى أختياره لعناصر العمل بداية من أختياره للممثلين وقدم رؤيته التى تتناسب مع نصه بنسبة كبيرة واختار إن يكون المسرح شبه خالى من الكتل الديكورية الضخمة واختار فقط استخدام بعض الموتيفات ( كرسي خشبي هزار- منضدات وكراسي مدرسية استخدمها أكثر من مرة لتصبح مكتب الدكتور فى العيادة ( إلى جانب شيزلونج باللون الأبيض -  وأيضاً استخدمها فى الكباريه) إلى جانب بعض البانوهات التى رسم عليها مثلثات بأشكال مختلفة تتسم باللون الاسود والأبيض والرمادي) فجاءت ملائمة للأحداث الدرامية إلى جانب إستخدامه لبانوراما بيضاء فى أقصى عمق المسرح لتكون سالوت يعرض خلفها اشخاص تجلد أو تصلب بواسطة شىء أشبه بطائر كبير يتصدر أعلى نقطة ... إلى جانب إستخدام برتكبلات يمن ويسار أقصى عمق المسرح أمام السالوت لتكون بمثابة الرابط لعالم العارف ونزوله وصعوده مرة أخرى 
 
فحقق الديكور وظيفته الوظيفية ولكنه افتقر إلى تحقيق وظيفته الجمالية جاءت الصورة فقيرة إلى حدأ كبير ليس معنى جدية القضية ان نفقد جماليات الصورة البصرية فجزء منها الإبهار ولا أعنى هنا الإبهار المجانى الذى من شأنه غنى الصورة على حساب المعنى فكان الديكور لمصمم الديكور ( أحمد رشاد)
إلى جانب مآخذى على المخرج فى الاوفرتير الافتتاحي والفينال رغم جودة الكيروجراف  ( محمد بيلا) فى تصميم الأداء الحركي إلا أن الاوفرتير كان بحاجة إلى تكثيف وهو ما جعل الفينال بالنسبة لى فائض لا داعى منه ... كنت اتمني أن ينتهى العرض عند مشهد الختام بين (صابر والعارف) خاصة إن ما أراده المخرج فى الاستعراض الختامى هو بمثابة توضيح لما تم توضيحه بالفعل فنرى دوسة العاهرة وهى كدمى يحركها القواد ونري صابر مكبل بخيوط تثقل كاهله وقبلها رأينا صلبه على السلوت الخلفى فبالرغم من جودة الفينال إلا أنه جاء ليؤكد ماتم تأكيده بالفعل من معاناة صابر التى رأينها فى مشهد الاستعراض بينه وبين محاربته ( للاسود المتمثل فى الشيطان أو تلك القوة الخفية التى صورها المخرج فى شخص نصف عارى ( باستخدام ما يشبه لون الجسد ) رسم على وجه ونصفه العلوى طلاسم ورموز سوداء يواجه صابر قبل ميلاد الطفل المشوه وكأنها دلالة لتمكن تلك المخلوقات من نقاء الابيض المتمثل فى شخصية ( صابر)  وسلبيته وقدرته على مواجهة الشر والظلم 
بينما  كانت الملابس والمكياج   ( لولاء الجندي )  معبرة عن طبيعة الشخصيات وتخدم الرؤية واستطاعت التنوع والاختلاف بين الملابس الرثه لصابر حتى أنها جعلت الداخلى منها تملائه الثقوب لتوضح مدى بؤس تلك الشخصية وأنه يعيش فقط إكلينيكياً لا يهتم بملابسه ولا بطبيعة الالوان التى جاءت غير متناسقة بين المربعات والمقلم والمهلهل كلها فى آن واحد 
وبين ملابس القواد (والعاهرة والراقصة ) والبدلة السفاري للمدرس المتدين واختلافها عن ملابس الناظر التي كانت أشبه إلى الكاريكاتير والتى انطبعت على باقى المدرسين ولكن بأختلاف وتميز 
وتنوعت الإضاءة لمصمم الإضاءة ( محمد عبد المحسن ) بين إستخدامه  Full Light والبؤر الضوئية والإضاءة الخافتة وغيرها فجاءت ملائمة للأحداث الدرامية 
 
كما جاءت ألحان ( أحمد شعتوت) معبرة عن طبيعة الأحداث الدرامية ومتنوعة طبقا لمتطلبات الموقف الدرامى وتداعياته 
 
أخيراً:  الإختيار  لك إما أن تواجه أو تختار بمحض إرادتك أن 
 تنسحب وتيأس هو مايذكرنى بما قاله: صلاح جاهين 
يأسك و صبرك بين إيديك و أنت حر
تيأس ما تيأس الحياه راح تمر
أنا دقت من ده ومن ده وعجبي لقيت
الصبر مر و برضه اليأس مر 
عجبي !!!!
 

العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (3)
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً الفنان جمال عبد الناصر علي  (3)
 

العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (6)
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً الفنان عبد الرحمن محمد (6)

العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (7)
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً.. ميدو جبر ونهلة كمال ومصطفي حزين  (7)

العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (8)
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً .. الفنانة نهلة كمال  (8)

العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (9)
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً مصطفي حزين (9)

العرض المسرحى عايش إكلينيكياً (10)
العرض المسرحى عايش إكلينيكياً مصطفي حزين ونهلة كمال (10)

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر