فقدت السينما المصرية اليوم أحد أبرز صناعها، حيث أعلنت كريمة كمال، زوجة المخرج الكبير داوود عبد السيد، خبر وفاته منذ قليل، على أن يتم الكشف عن تفاصيل الجنازة والعزاء لاحقًا.
ويُعد داوود عبد السيد من أهم المخرجين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية، إذ بدأت رحلته الفنية كمساعد مخرج، وشارك في أعمال بارزة مثل فيلم «الأرض» للمخرج يوسف شاهين، و«الرجل الذي فقد ظله» للمخرج كمال الشيخ، قبل أن يقرر لاحقًا الابتعاد عن هذه المرحلة، معتبرًا أن دور مساعد المخرج لا يتوافق مع طبيعته الفنية.
بعد ذلك، اتجه داوود عبد السيد إلى الإخراج التسجيلي، حيث قدم عددًا من الأفلام الوثائقية التي رصدت ملامح المجتمع المصري وقضاياه، من أبرزها «وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم» عام 1976، و«العمل في الحقل» عام 1979، و«عن الناس والأنبياء والفنانين» عام 1980.
محطات وجوائز بارزة في مسيرته
حصدت أعمال داوود عبد السيد إشادات نقدية واسعة، تُوجت بالعديد من الجوائز المهمة، من بينها جائزة العمل الأول في مهرجان أسوان الأكاديمي عن فيلم «الصعاليك» عام 1985. كما حقق فيلم «أرض الخوف» نجاحًا لافتًا بحصوله على جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إلى جانب جائزة أفضل سيناريو من مهرجان البحرين، وجائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج من مهرجان جمعية الفيلم عام 1999.
وفي عام 2013، اختيرت ثلاثة من أبرز أفلامه، هي «الكيت كات»، و«أرض الخوف»، و«رسائل البحر»، ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أعلنها مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما تم تكريمه خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي عام 2018 تقديرًا لمسيرته الفنية.
وتنوعت أعمال داوود عبد السيد بين السينما التسجيلية والروائية، وقدم مجموعة من الأفلام التي أصبحت علامات فارقة، من بينها «البحث عن سيد مرزوق»، و«الكيت كات»، و«سارق الفرح»، و«مواطن ومخبر وحرامي»، و«رسائل البحر»، و«قدرات غير عادية»، ليظل اسمه حاضرًا كأحد رموز الإخراج السينمائي في مصر والعالم العربي.