وصل منذ قليل جثمان المخرج الكبير الراحل داود عبد السيد إلى كنيسة مار مرقس، حيث أُقيمت الصلاة عليه، بحضور عدد من أفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه من الوسط الفني، من بينهم زوجته، والموسيقار راجح داود، والفنان أحمد كمال، والفنانة فيدرا، والسيناريست سيد فؤاد.
وكان داود عبد السيد قد رحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 79 عامًا، ليغيب أحد أبرز رواد الإخراج في السينما المصرية، الذي تميزت أعماله بعمقها الإنساني وقدرتها على التعبير الصادق عن الواقع المصري، من خلال رصد دقيق لتفاصيل الحياة اليومية وشخصيات نابضة بالحياة، وهو ما منح أفلامه طابعًا خاصًا ومتفردًا.
ويُعد داود عبد السيد من القامات السينمائية المهمة، إذ جمع بين الإخراج وكتابة السيناريو، ونجح في تقديم أفلام تلامس وجدان المشاهد وتطرح تساؤلات وجودية وأخلاقية حول الحرية والهوية والانتماء، إلى جانب مناقشة قضايا اجتماعية مثل الظلم والبيروقراطية.
وحظيت أعماله بتقدير نقدي واسع، حيث حصل على العديد من الجوائز المهمة، من بينها جائزة العمل الأول في مهرجان أسوان الأكاديمي عن فيلم «الصعاليك» عام 1985، كما نال فيلم «أرض الخوف» جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إلى جانب جوائز أفضل فيلم وأفضل إخراج من مهرجان جمعية الفيلم عام 1999.
وفي عام 2013، تم اختيار ثلاثة من أبرز أفلامه، وهي «الكيت كات»، و«أرض الخوف»، و«رسائل البحر»، ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما تم تكريمه في مهرجان الجونة السينمائي عام 2018 تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة.
وتنوعت أعمال داود عبد السيد بين السينما التسجيلية والروائية، ومن أبرز أفلامه الروائية: «البحث عن سيد مرزوق»، و«الكيت كات»، و«سارق الفرح»، و«مواطن ومخبر وحرامي»، و«رسائل البحر»، و«قدرات غير عادية»، لتظل أعماله شاهدة على موهبة فريدة وبصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية.