استطاع مسلسل واحة الغروب بطولة منة شلبي وخالد النبوي، عن رواية بهاء طاهر وإخراج كاملة أبوذكرى، أن يستحوذ على ملايين المشاهدين وينال إعجابهم، حيث دلت الأحداث على عبقرية الإخراج ودقة التأليف وروعة التمثيل الفني، وكان من بين ما لفت أنظار المشاهدين، اعتماد العديد من نساء الواحة على تسريحة شعر واحدة هي الضفائر المجدولة، التي فكتها "مليكة" عقب وفاة زوجها.
الضفائر المجدولة أو ما يطلق عليها اسم "الراستا" تشتهر منذ آلاف السنين، وتعتبر أحد المظاهر التراثية والثقافية لسكان إفريقيا والحضارات القديمة، والتي تعتمدها النساء خاصة ذوات الشعر المجعد، كما ارتبطت في قديم الزمان بالفراعنة، وتعتمد على تقسيم الشعر لمجموعات عديدة لتضفير ضفائر صغيرة جدا كافية لتمرير المياه أثناء الغسل لكن تحتفظ بشكل مميز للشعر ثابت لا يتغير وهو ما يتناسب مع حرارة الجو الشديدة وتغير الفصول.
بعض سكان واحة سيوة ينحدرون من أصول عربية وإفريقية وجماعات قبلية ورثت ثقافات مختلفة منذ آلاف السنين.
بحسب الموقع الإنجليزي لـ "ويكيبيديا – الموسوعة الحرة" فإن أصل الراستا يعود تحديدًا إلى 3600 عاما قبل الميلاد وعُرفت في عدد من الحضارات القديمة منها في أوروبا منها الحضارة المينوسية التي تمركزت في اليونان، أما عن الحضارة الفرعونية فكشفت بعض الحفريات والنقوش البارزة عبر جدران المعابد والتي صاحبت بعض المومياوات وجود شكل الضفائر المجدولة أو الراستا.
خلال العصر البرونزي والحجري والماسي في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا القديمة، انتشرت الراستا لتميز بعض الثقافات والحضارات عن بعضها، إلا أنها ارتبطت بالشعوب الأفريقية خاصة في القرن التاسع عشر مع ظهور بعض الجماعات الإثنية التي دعت لديانات روحية اعتمدوا هذه التسريحة لدلالات عدة أهمها التقرب إلى الإله وعدم إيذاء الجسد وخاصة الشعر.