حوار.. ياسر المصرى: «الجماعة 2» سيمفونية من الإبداع

ياسر المصرى ياسر المصرى
 

قليلون هم الفنانون الذين يغردون فى منطقة خاصة من الأداء، ومن الصعب أن تجد فناناً يقول لك، وعن قناعة إنه لا تعنيه فكرة النجومية بالأساس، الأهم بالنسبة له هو الدور الذى يقدمه وكيف يعمل به ليحقق من خلاله نقلة فنية ونوعية فى مشواره، وبالطبع كل عمل فنى جديد لأى ممثل هو تحد، فما بالك لو كان هذا التحدى محفوفاً بروح المغامرة، ليس فقط لصعوبة الدور ولكن لأن هناك قائمة تضم أسماء فنية، يشار لبعضها بالتفرد، سبق وقدم نفس الشخصية، الفنان والنجم الأردنى ياسر المصرى هو واحد من هؤلاء النجوم الذين يحركهم التحدى وحس المغامرة، من خلال تجسيده لشخصية الزعيم جمال عبد الناصر فى الجزء الثانى من مسلسل "الجماعة".

ياسر هو واحد من أهم نجوم الدراما الأردنية والعربية، وصاحب العديد من الألقاب التى يطلقها عليه جمهوره الممتد فى كافة البلدان العربية، ومنها فارس الدراما البدوية، وكان من السهل أن يرفض تجسيد دور الزعيم جمال عبد الناصر، نظرا للتحديات والجدل حولها، إلا أن روح المغامرة بداخله جعلته يقبل الدور بعد تردد لضيق الوقت، خاصة أن الشخصية تتطلب تحضيرات كثيرة، وبمجرد أن سأله المخرج شريف البندارى، "أنت متحمس فى الأساس أم لا؟ رد ياسر، "نعم" وكانت إجابة السؤال والذى يتلخص فى كلمة الحماس هى المفتاح الذى تعامل به المصرى مع شخصية الزعيم.

يملك ياسر تواضع المواهب الحقيقية خصوصا أنه يفاجئك عندما تسأله هل أنت راض عن الشخصية حتى الآن يصمت ويعلق بعد أن تنتهى الحلقة الـ30 ليكون الحكم.

فى البداية كيف استعددت لدور الزعيم جمال عبد الناصر؟

علمت نفسى دوما أن أتمرن على تصفية الذهن والفصل بين الواقع الذى نعيشه وبين الشخصية التى أقدمها حيث أعيش حالة من التجلى والتصوف، وفى حالة شخصية الزعيم عبد الناصر، الأمر كان صعبا وذلك لأن الشخصية تحتاج إلى وقت طويل والوقت بالنسبة لى كان ضيق جدا، وعندما تحدث مع الكاتب الكبير وحيد حامد وشهادتى فيه مجروحة، طلبت منه 6 شهور للتحضير الشخصية، ووقتها مشكورا قال لى أنه سيدرس الأمر، ولكن ذلك لم يكن متاح وبتشجيع الكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج شريف البندارى الذى طلب منى أن أكون متحمسا وافقت على الشخصية، وحضرت لها فى 40 يوم فقط واخترت وضع أسنان صناعية لأقترب من الشخصية.

هل أثناء تحضيرك للشخصية شاهدت الأعمال التى ظهر فيها شخصية عبد الناصر؟

تابعت العديد من الفيديوهات على مستوى العربى والأنجليزى والإعلام، وفصلت نفسى تماما فى محاولة للدخول إلى الشخصية، إضافة إلى أن المادة المقدمة من ورق وحيد حامد فترة عسكرية لا يوجد بها مساحة عاطفية أو أسرية وبالتالى وجهت كل بحثى النظرى والعملى نحو الفترة الزمنية التى حددها النص ولو كان لدى وقت لقرأت عشرات الكتب، لكنى استعنت بورشة عمل من الأصدقاء منهم صديقى مصطفى بركات حيث كان والده قريب من مجلس قيادة الثورة و تعايشنا مع الشخصية وقام بإمدادى بالعديد من القصص والحكايات حول ناصر ومذكرات والده وقصاصات قديمة كل ذلك بالإضافة إلى مشاهدة كل من جسدوا شخصية الزعيم، منهم خالد الصاوي، ومجدى كامل، وأحمد زكي، لكنى تعاملت مع الشخصية وكأنها تقدم لأول مرة وهذا هو منهجي، وبالطبع استفدت من كل التجارب التى قدمت لكن لم أتأثر بها كان هدفى هو الفصل بين ما تم تقديمه من قبل وما سأقوم أنا بتقديمه مع مراعاة استحضار روح الزعيم عبد الناصر وليس تقليده، إضافة إلى إجادة حركاته وسماته وإشعاله للسيجارة وحركة أصبعه، وطريقة الإمضاء الخاصة به، كل هذه التفاصيل لم يتطرق لها أحد على مستوى الدراما، فدرست ماهية الشخصية والشخصيات من حوله رغم عدم مقابلتهم فى المسلسل وحفظت النص كالمسرح و حالة حب ناصر تقمصتنى لأننى غرقت فى الشخصية لدرجة الجنون وخلقت حالة انعزال كامل إلى أن تملكت من الشخصية.

هل تابعت التعليقات وردود الأفعال على دورك؟

بنسبة 90% لم أتابع، وذلك للحفاظ على منهجية الشخصية، وبذلت مجهودا كبيرا وندمت أننى طلبت 6 أشهر تحضير فقط فكان لابد أن أطلب عاما كاملا لتجسيد شخصية قومية عالمية بهذا الحجم، خاصة وأننى رفضت الدور 4 مرات وفى النهاية قدمته، لعشقى للشخصيات المركبة والصعبة.

هل أحداث المسلسل كانت بالنسبة لك مفاجأة؟

أنا اطلع على شخصية عبد الناصر كأى مواطن عادى بسيط وبحكم ما قرأته من نص وحيد حامد تفاجأت بفكره وانتماءاته، ولكن لا أستطيع أن احكم على الشخصية إلا من ورق وحيد حامد، أما وجهة نظرى الشخصية فأحتفظ بها لنفسى.

ما رأيك فى الهجوم الذى شنه البعض عليك بعد عرض المسلسل؟

الناقد طارق الشناوى قال كلمة وهى أنه فى كل عمل نجد من يريد تفصيلة حسب تفكيره ولو لم يكن هناك من يقف فى مواجهتنا وضدنا لن نتطور، الجمهور وغير المختصين فى النقد، لا يشعرون بالضغوط التى نمر بها فالمشهد الواحد يأخذ وقتا فى التحضير والماكياج ومستوى الادرينالين يرتفع فى الجسم بنسبة 100 فى الـ 100 بمجرد قول المخرج standby، أنا بذلت مجهود والحكم يأتى بعد 30 حلقة، ليكون حكما نهائيا، وفى الحقيقة أى فنان يجسد دور عبد الناصر أو غيره من الشخصيات هو فقط يقترب منه بصدق ويستحضر الشخصية، وعلى سبيل ذكر المجهود الكبير الذى قمنا به فى الشخصية أننا حاولنا لمدة 3 أيام أن نصل إلى نبرة صوت عبد الناصر وأنا دارس للموسيقى فنبرة صوت ناصر تأتى قبل طبقة السوبرانو بدرجتين وهذا تحليل علمى لم ولن يستطع أحد أن يتحدث بصوت عبد الناصر من هذه الطبقة.

لكن ألا ترى أن المسلسل والشخصية يتعرضان لهجوم كبير؟

لا يوجد هجوم إنما اختلاف فى جهات النظر حول وقائع بعينها وأرى أن البعض تعجل فى الحكم على المسلسل، خصوصا وأن هناك تحولات فى شخصية عبد الناصر، فمع تطور أحداث المسلسل وتصاعدها يلاحظ المشاهد كيف تتطور الشخصية فى تعاملاتها على مدار مراحل عمره المختلفة من ضابط صغير متحمس يبحث عن خلاص وطنه إلى شخص يعى جيدا ماذا يريد ويستمع إلى كل الأراء لأنه قائد والقائد لابد أن يكون مختلف ويقرأ الأخرين، وكان دوما ينتصر للوطن ومن أصعب المشاهد التى سيشاهدها الجمهور هو مشهد التصديق على إعدام سيد قطب وهو المشهد الذى يطلب صدق كبير ولحظة نفسية صعبة ويسأل ويجيب على كل الأسئلة التى يتوقع أن يسألها المواطنين بعد قرار الإعدام.

من بالنسبة لك شكل مفاجأة فى العمل؟

المسلسل يضم الكثير من النجوم، الذى يعتبر كل منهم مدرسة منفصلة، عبد العزيز مخيون مدرسة، وصابرين مدرسة، وهناك أيضا مصطفى عبد السلام ومحمد ناصرى ومحمد فهمى وهو شخص واعى وعبقرى يعمل باحترافية شديدة، ومن حسن حظى أنى التقيت بفنان مبدع مثل محمد فهيم، واذكر أننى فى احد المشاهد مع مخيون كنا نعيد أكثر من مرة بسبب أننى معجب به كممثل، وطلب مقابلتى قبل التصوير وتناولنا الإفطار سويا ومنحنا الكاتب الكبير وحيد حامد أنا وعبد العزيز مخيون 5 جنيات لكل منا وذلك تشجيعا على أداءنا الجيد فى أحدى المشاهد.

ألم يقلقك أن العمل التجربة الإخراجية الأولى لشريف البندارى فى مجال الدراما؟

أبدا، العمل معه كان محفزا والحماس كان له دور كبير وفى أخر مكالمة مع شريف سألنى متحمس للدور؟.. فقلت له بالتأكيد فهى شخصية لا ترفض.

من هو أول من تحدث معك عن أدائك بعد العرض؟

أهلى والمخرج شريف البندارى وعندما سألنى "مرتاح" قولت له بعد الحلقة سأبلغك ردى بعد الحلقة 30، وبالأردن وجدت ردود أفعال جيدة.

وهل ترى أن توقيت عرض المسلسل مناسب.. أم الأفضل عرضه خارج موسم رمضان؟

كتسويق ونسب مشاهدة الأفضل فى رمضان، لكن المسلسل سيتم مشاهدته لمدة 10 سنوات على الأقل.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر