تبدو مغامرة أن تقدم عملا كاملا يكشف تفاصيل حياة مرضى السرطان، فى الوقت الذى مل فيه الجمهور من جرعة النكد التى باتت عاملا رئيسيا فى دراما رمضان كل عام، ولكن ما شاهدناه من هند صبرى فى "حلاوة روح" جعلنا نتفاءل، حيث سلطت الضوء على الجانب الإيجابى فى حياة هؤلاء الأبطال وكيفية محاربة هذا المرض اللعين، هند التى أجمع عليها الكثيرين من المشاهدين فى مصر منذ أن أتت من بلدها تونس، تستحق لقب ممثلة الأدوار الصعبة، ففى عام 2011 قدمت فيلمًا من أهم الأفلام التى قدمت خلال العشر سنوات الماضية وهو فيلم أسماء الذى يروى معاناة امرأة مع مرض نقص المناعة " الإيدز"، ولم تجسد هند صبرى المعاناة الجسدية فقط، بل أوضحت كيف يتعامل المجتمع من حولها مع المتعايشين مع هذا الفيروس وكيف يتم نبذهم دون معرفة كيف أصيبوا به، ورصدت أيضا كيف يتعامل الأطباء معها عندما رفضوا إجراء عملية استئصال المرارة لها، وهو من أجرأ الأدوار التى قدمتها، فلم نجد عملا من قبل يكشف الستار عن هذا المرض اللعين وكيف ينظر إليه المجتمع من حوله، وفى النهاية وجد المشاهد نفسه أمام معانى كثيرة تتجسد فى "أسماء" منها الصبر والتفاؤل.
وهذا العام عادت هند صبرى لتجسد دور فتاة مريضة بالسرطان بمسلسل "حلاوة الدنيا" قبل زفافها بعدة أيام، وانقلبت حياتها رأسا على عقب، خصوصا بعد أن أخبرت أهلها، وأثناء تواجدها فى المستشفى لتلقى العلاج ووجدت أن شعرها بدأ فى التساقط فقررت حلقه بشكل كامل فى مشهد مؤثر، وهى خطوة ليست سهلة على أى فتاة تعتبر أن شعرها جزء من جمالها، وأعتبر صناع الدراما والنقاد أن ما فعلته هند جرأة تحسب لها وتزيد من رصيدها الفني.
ففى كل عام يظهر عدد من النجوم ليقدموا دورا فارقا فى الموسم الرمضانى، سواء كان بالأداء أو الشخصية ذاتها، ويحاول كل فنان إبراز نفسه بطرق مختلفة، ولعل هند صبرى نجحت فى أن تكون فى المقدمة هذا العام بفكرة مختلفة جعلتها تغرد خارج السرب.