التاريخ المصرى ملىء بالشواهد على أصالة المصريين، وامتداد جذورهم إلى عصور الأسرات والممالك المختلفة والمتعاقبة، أعوام عديدة تمر على مصر المحروسة ويبقى ما بناه الأجداد شاهدا على جمالها وفنها وحضارتها وأصالتها، ومن بين هذه الشواهد اخترنا اليوم الحديث عن حى "المغربلين" أحد أقدم الأحياء فى قاهرة المعز.
يتوسط حى المغربلين كلا من حى السيدة زينب والحسين ويقع شارع المغربلين فى منطقة الدرب الأحمر قلب القاهرة الفاطمية، نسبة لعصر الدولة الفاطمية وما تمثله من امتداد إلى شارع المعز، أكبر متحف إسلامى مفتوح فى العالم، بحوالى 37 أثرا.
أشهر من ولدوا به الفنان محمود المليجى والقارئ الشيخ محمد رفعت والأديب يوسف السباعى والعلامة حامد جوهر "برنامج عالم البحار" والمطرب الشعبى شفيق جلال والمونولوجست محمود شكوكو والكاتب المسرحى بديع خيرى.
مدخل المغربلين
سُمى شارع المغربلين لشهرة إحدى الحرف المرتبطة بتجارة الحبوب وهى "الغربلة"، لتنظيفها مما بها من شوائب، المغربلين يتوسط 6 أحياء فى منطقة الدرب الأحمر وهى من الجهة البحرية: حارة الروم أما من الجهة الشرقية: الدرب الأحمر وسوق السلاح، أما الحد القبلى: السروجية والحد الغربى: الدوادية والقريبية.
يشتهر حى المغربلين بآثاره التى تعود للدولة الفاطمية وعدد من المساجد الإسلامية مثل زاوية "كتخدا" والتى أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا زاوية عبد الرحمن كتخدا بالمغربلين "1142 هـ – 1729 م" منذ حوالى ثلاثة قرون ويعتبر هذا الأثر من أجمل آثار كتخدا بمدينة القاهرة فواجهته من الحجر المنقوشة بالزخارف.
ويوجد بالمغربلين مسجد "جانى بك" ويرجع تاريخه إلى عام 1426 ميلاديا ومسجد "قرطبة الذهبى" وهو زاوية صغيرة للصلاة لا تتعدى 50 مترا وبها ضريحان لا يعرف المصلون لصاحبيهما أسماء.