سبع شبان هربوا من بطش حاكم رومانى أراد إجبارهم على الارتداد عن المسيحية إلى الوثنية، إلا أن إيمان الشباب كان أقوى من بطش الحاكم، اختبئوا فى كهف مغارة نائية ومن ثم اختفوا عن الأنظار لمئات من الأعوام ثم استيقظوا ليجدوا أنفسهم فى زمان ومكان آخر.
القصة السابق ذكرها كما وردت فى الكتب السماوية القرآن والإنجيل لعدة عبر، أبرزها الإيمان بقدرة الخالق على بعث الأرواح كذلك الإيمان بالله والتسليم، اليوم الذى حدثت فيه الواقعة، خلدته ألمانيا بعيد تحتفل به فى 27 يونيو من كل عام تحت اسمه "عيد النائمون السبعة".
فى القرن الثالث الميلادى حكم الإمبراطورية الرومانية الملك داقيوس (249-251م) وكان كارها ومضطهدا للمسيحية وفى أثناء وجوده فى مدينة أفسس فى جنوب آسيا الصغرى (تركيا الحالية) سمع بسبعة شبان من ضباط الجيش أصبحوا مسيحيين، وبخهم ليرجعوا إلى الوثنية، إلا إنهم رفضوا، فأمر بطردهم من الجيش، استغل الفتية فترة غياب الملك فذهبوا إلى بيوت أهاليهم واخذوا منهم المال والذهب وتصدقوا به على الفقراء، ثم اختبئوا فى كهف بجبل (أنكليوس) كى لا يتابعهم الناس.
وكان أحدهم "يمليخا" يذهب إلى المدينة كل صباح ليبتاع الطعام مرتديا ملابس الشحاذين كى لا يجذب إليه الانتباه. وفى أحد الأيام سمع أن الإمبراطور عاد ليبحث عنهم، رجع يمليخا لرفاقه وأخبرهم صلوا لله ثم قاموا فأكلوا وناموا فى سبات عميق.
أرسل الملك جنوده إلى الجبل وأمرهم بسد باب الكهف على الشبان ليصبح مقبرة جماعية لهم، بنى الجنود حائطا على مدخل المغارة وكان هناك رجلان مسيحيان يعملان فى بلاط والى افسس، ذهبا سرا فى الليل ووضعا صندوقا نحاسيا بباب الكهف يحوى بداخله صحيفتين من الرصاص مكتوب عليهما أسماء الشبان، وقصتهم وهم (مكسيمليانوس ابن الوالى ويمليخا ومرتينيانوس وديونيسيوس، ويوآنيس، وسرافيوس، وقسطنطينوس، وأنطونينوس).
بعد مجىء الملك قسطنطين (313م) إلى حكم الإمبراطورية صارت المسيحية دين الدولة الرسمى. وفى مطلع القرن (5) تربع على كرسى الإمبراطورية الرومانية الملك المؤمن ثيودوسيوس (408-450م) وفى أحد الأيام اشترى رجلا صالحا اسمه أداليس الحقل الموجودة فيه المغارة، وباشر ببناء حظيرة لخيوله، ولما احتاج إلى حجارة للبناء، أمر العمال بأخذ حجارة الحائط الذى بباب الكهف.
أفاق الشباب من سباتهم مرعوبين من الملك، خرج يمليخا كعادته بملابس المتسولين ليبتاع الطعام، ففاجأه منظر المدينة وتنكرت له بناياتها، وجدرانها، وبواباتها، وكنائسها الضخمة المزينة بالصلبان، دخل أحد المخابز ليشترى خبزاً وعندما حاول دفع ثمن الخبز قدم دراهمه الفضية فتمعن بها الخباز، ولما رآها مختلفة عن دراهمهم، ناولها إلى زملائه فقالوا له "لابد وان الشاب قد وقع على كنز ثمين للملوك الأقدمين" فامسكوه لكى يخبرهم عن مكان الكنز. أقسم يمليخا ببراءته وقرر الناس أن يأخذوه إلى الأسقف وحينما سأله الأخير عن النقود أخبره أنه كان يشترى بها الطعام إلى يوم أمس، فأخبره الوالى بأن الكتابة والصورة الموجودة على نقوده تسبق زمن الإمبراطور داقيوس. فقال يمليخا وهو مرتعب: "وماذا حصل للملك داقيوس، فأننا مرتعبون من رؤيته؟ أجابه الوالى بأن الملك داقيوس قد قضى نحبه منذ ما يزيد على الـ200 سنة لم يستوعب يمليخا ما يسمعه، وطلب إليهم أن يرافقوه إلى حيث رفاقه ليستبينوا أمره.
علم إمبراطور القسطنطينية بهم وذهب لرؤيتهم وقال له أحدهم "اسمح لنا أن نودعك بسلام وليكن الأمان فى مملكتك". غطاهم بثياب ملوكية وأمر أن يوضعوا فى توابيت ترابية يزينها الذهب.