200 عام ولا تزال مدينة "رأس البر" أحد مصايف محافظة دمياط، تحظى بالخيار الأول لدى محبى التغيير وقضاء عطلة من الاسترخاء والاستجمام، رغم وجود عدد من المصايف باهظة التكلفة مثل الساحل والجونة والعين السخنة وغيرهم وأصبح المصيف الأول للمصريين فى القرن الماضى طى النسيان، إلا أنه كان الوجهة الأولى لعدد من الفنانين بينهم الفنان حسن الرداد.
وفضّل الرداد المولود فى دمياط أن يقضى عطلة العيد بصحبة عائلته، وأعاد إلى المدينة الأضواء، ويعود تاريخ مدينة رأس البر والتى تطل على الشمال الشرقى من البحر المتوسط، عند مصب نهر دمياط، فى مقابل عزبة البرج، بدأ الاهتمام بها فى عام 1828 حينما أعجب بها أمراء من أسرة محمد على.
تعود نشأة المدينة إلى عام 1823، حين كان مشايخ الطرق الصوفية وأتباعهم بدمياط يسيرون نحو الشمال مع النيل للاحتفال بمولد «الشيخ الجربي» بمنطقة الجربى جنوب رأس البر. وتردد التجار على رأس البر قديماً لمقابلة سفنهم العائدة من رحلاتها التجارية.
كتب العالم الألمانى "كوخ" حين زارها فى عام 1883، عنها أن "مصيف رأس البر قد يصبح يوما ملك المصايف وأشهرها، إذ يتميز بموقعه الجميل، وهوائه النقى الجاف، وشواطئه الذهبية، وبُعده عن الضوضاء. وهو أقل رطوبة من جو الشواطئ المصرية الأخرى، وتكثر فى هوائه كمية اليود". وفى عام 1891 أنشئ رجل فرنسى يدعى "بكلان" أول مطعم وبار فى رأس البر.
وفى عام 1902 ظهرت مواقع العشش وأرقامها والأسواق وغيرها، كما تمت إضاءة شوارعها بالفوانيس وأصبحت تنافس الإسكندرية.
كانت رأس البر الوجهة الأولى للعديد من مشاهير الفن والسياسة فى مصر قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها ومن أبرز هؤلاء المطربة أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب، والعديد من الوزراء.
تشتهر المدينة حالياً بكونها مصيف الطبقة الوسطى من المصريين نتيجة لأسعار الإقامة بها التى تعد فى متناول أيديهم. وتمتاز المدينة بوجود عدد من المزارات الجميلة، من أهمها منطقة اللسان، وفنار رأس البر التى شيدت عند شاطئ البحر المتوسط لترشد السفن ليلاً، والتى شهدت المنطقة المحيطة بها تطويرا جعلها مزاراً مهماً، ومنطقة الجربى التى كانت تشهد قديماً الاحتفالات بمولد سيدى الجربي، وكورنيش النيل.