رغم الثورة الصناعية التى اجتاحت العالم فى القرن الثامن عشر، وبناء عليه تبنى العديد من المخترعين وتباروا فى تصنيع العديد من المعدات والمحركات الصناعية ولعل على رأسها كان الاختراع الذى غير وجه البشرية وهو السيارة، والتى يختلف حتى الآن على من صنعها.
رغم الحيرة حول من صنعها فى البادية، إلا أن أول سيارة مماثلة لسياراتنا الحالية (جمعت بين العربة ومحرك الاحتراق الداخلى) هى التى صنعها الألمانى "كارل بينز" عام 1885.
ورغم أن مخترعى السيارات بأنواعها رجال، إلا أن من قادها كانت امرأة تدعى "بيرثا رينجر" وكانت امرأة ثرية منحت أموالها لزوجها (كارل بينز) ليستثمرها فى ابتكار عربة تسير بذاتها، غير أن الفكر السائد فى القرن التاسع عشر فى أوروبا متمثلا فى الكنيسة كان يرى أن أى عربة لا تجرها الخيول تعد من أعمال السحر والشعوذة.
وخوفا من قيصر ألمانيا وبطشه الذى كان مهووساً بالخيول ويعتبرها عماد جيشه الأكبر فى أوروبا ويغضب من مجرد سماع فكرة الاستغناء عنها لصالح عربات تسير بذاتها، خبأ "بينز" اختراع سيارته ولم يعلن عنها لأكثر من عام فى جراج منزله.
سئمت "بيرثا" من جُبن زوجها وعجزه عن استثمار اختراعه الجديد ففتحت الجراج دون إذنه وقررت قيادة السيارة بنفسها من مدينة مانهايم (حيث تعيش مع بينز) إلى مدينة بيفورزهايم (حيث تعيش أختها).
وهكذا قطعت بيرثا (فى أغسطس 1886) المسافة بين المدينتين وسط ذهول الناس الذين يشاهدون لأول مرة عربة تسير بلا خيول وكانت عربات الخيل القادمة من الطرف الآخر تنحرف عن الطريق خوفاً منها، وكان الناس يمعنون النظر فيها لرؤية الشيطان الذى يحركها.
ولم تكن بيرثا امرأة شجاعة فحسب، بل وذكية تمكنت من إضافة اختراعين جديدين خلال رحلتها هذه، فبغرض زيادة قوة المحرك توقفت عند صيدلية واشترت مادة محفزة للوقود، وحين لاحظت ضعف "الفرامل" توقفت عند حداد وطلبت منه تلبيس قابض الفرامل بجلد حصان لكبح العجلات بشكل أفضل وحين وصلت إلى مدينة بيفورزهايم كان الجميع قد سمع بها فتجمع الناس بانتظارها.
ومن يومها كانت زوجة "بينز" السبب فى تقبل المجتمع الألمانى لفكرة عربة أخرى لا تجرها الخيول وساهمت بخروج زوجها كارل بينز من دائرة الظل وتأسيسه شركة "مرسيدس بينز" مع المهندس "ديملر".
