أحمد سعيد هو من أوائل الإعلاميين، الذين بنيت على أيديهم أعمدة الإذاعة المصرية، وهو الإعلامى الوحيد الذى أوشكت أن تقوم من أجله حرب بين دولتين حينما طالبت الحكومة البريطانية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1965، رفع اسمه من قائمة الوفد المصرى المسافر إلى لندن، بعد اعتراض مجلس العموم البريطانى عليه، بتهمة التحريض على قتل الجنود البريطانيين فى عدن، لكن الرئيس عبدالناصر رفض الطلب، وكادت أن تحدث أزمة بين البلدين حتى تدخل رئيس الوزراء البريطانى هارولد ويلسون وألقى خطابا فى مجلس العموم لاحتواء الموضوع.
يعيش حاليا أحمد سعيد أول رئيس لإذاعة صوت العرب داخل منزله بالزمالك مع زوجته وقرر الابتعاد عن الأضواء ورغم أن حالته الصحية حاليا سيئة نظرا لتقدم العمر إلا أن ذلك لم يمنعه من استكمال مسيرته كإعلامى قدير من أبرز القيادات حيث يعكف على إنهاء مشروع مع الجامعة العربية لعمل كتاب يتضمن معلومات عن تاريخ إذاعة صوت العرب بصفته أول من يتولى رئاستها كما أنه عاصر الكثير من الأحداث الهامة فى عمر الوطن وكان يقف جنبا إلى جنب الرؤساء والزعماء المصريين والعرب.
أحمد سعيد أعرب عن سعادته، بيوم مولد إذاعة كبيرة وعريقة كصوت العرب، وتمنى أن تظل موجات صوت العرب ناجحة، وخالدة فى أذهان الجميع، وقال فى تصريحات لـ"عين" أن بداية صوت العرب كانت فى الرابع من يوليو 1953، تطبيقا للدوائر التى تعمل فيها السياسة الخارجية المصرية مع العالم الخارجى، وهى الدائرة الإفريقية، الدائرة العربية والدائرة الإسلامية، وكانت البداية حينما رأى مجلس قيادة الثورة أن يكون التوجه من خلال الإذاعة، وبالفعل تمت الترتيبات لإنشاء إذاعة باسم "صوت العرب"وكان الاسم اقتراح من فتحى الديب، وافق عليه الرئيس جمال عبدالناصر، ولم يكن حينها رئيسا للجمهورية، فى فترة رئاسة الرئيس محمد نجيب.
وأضاف "سعيد" بعد ذلك أصبحت إذاعة "صوت العرب" كباقى الإذاعات الشاملة، تقدم الأغنيات، برامج الترفيه ونشرات الأخبار، ثم جاء الحدث الذى أوجد التحول ل إذاعة "صوت العرب"لتعود وتؤدى الدور الذى أنشئت من أجله، حينما أعلنت السلطات الفرنسية نفى السلطان محمد الخامس.
وأوضح بدأ صوت العرب من التاريخ 20 أغسطس 1953 أداء مهامه التى أنشئ من أجلها، بعدما قدم الثوار الجزائريون إلى مصر لمخاطبة الشعب من خلال موجات صوت العرب، وقيام ثورة التحرير بالجزائر، ثم تلا ذلك قدوم ثوار اليمن والجنوب العربى وفلسطين.