يوم واحد فقط يفصل جمهور المزيكا المستقلة في الأردن عن حدث يعد استثنائي من نوعه، بأول حفلة جماهيرية للفنان السوري عمر سليمان في العاصمة الأردنية عمان، ضمن احتفالية "ريد بل" الغنائية الكبرى بمشاركة إحدى أشهر الباندات الأردنية اوتوستراد، والمقرر إحياؤها مساء غدٍ الجمعة في منطقة التلال بالعاصمة.
رغم الحملة الدعائية الكبرى التي قادتها الشركة العالمية ريدبل منذ منتصف شهر رمضان الماضي، لتسويق الظهور الأول لسليمان الملقب بالقيصر السوري، أحد أبرز الفنانين المثيرين للجدل في الساحة العربية نظرًا لانتقاد نوعية موسيقاه وأدائه المعتمد على تيمة الأفراح الشعبية والموسيقى المستهلكة، وبرغم أيضًا الإقبال الجماهيري على الحفل، اشتلعت مؤخرًا أزمة جديدة في الأفق جمعت بين القيصر واسم الفنانة القديرة مكادي نحاس إحدى أعلام الفن المستقل الأردني، وشملت أيضًا طرفًا ثالثًا تمثل في فرقة المربع، واحدة من أقدم الفرق الغنائية هناك.
رياح الأزمة بدأت تهب بنشر مكادي نحاس على لسان مدير أعمالها كاشفة تفاصيل اتفاق مبدئي بين مطعم "التلال السبع" المستضيف للحفل وبين مكادي والمربع بتقديم حفلتين متتاليتين خلال شهر رمضان الماضي، وبالفعل تم التعاقد رسميًا بين الفرقتين والجهة المنظمة ليتفاجأ الجميع بإلغاء الحفل قبل موعده بيوم واحد دون سابق انذار رغم اتمام كافة الاتفاقات والحجوزات، وبدون إبداء اعتذار من المنظمين، وهو مايثبت عدم أهلية واحترافية المكان المنظم لاستقبال حدث غنائي كبير، لتطرح مكادي نحاس علامة استفهام، عن كيفية رضا شركة كبرى مثل ريدبل بعمل حفلة ضخمة مع سليمان واوتوستراد بنفس المكان بعدما حدث، لتوجه رسالة تحذير للجمهور من محبي عمر سليمان واوتوستراد بالحذر من حضور الحفلة، كما حذرت ريدبل بنقل مكان الحفل إلى مكان آخر قبل الوقوع بمشكلة.
مكادي نحاس تعد من أعرق رموز الموسيقى البديلة في الأردن، بدأت مشوارها الفني منذ عشرين سنة بمشاركة خاطفة في مهرجان جرش عام 97، ومن بعدها وضعت بصمتها في عشرات الفعاليات الفنية بين الأردن وبيروت ومنها إلى أمريكا وكندا وهولندا وتونس، ومن أشهر أغانيها "ياخيي" و"ياظلام السجن" و"انت الحلا".
في حين اشتهرت اوتوستراد في العالم العربي بنجاح أشهر اغنياتها "راحت يا خال" و"استنى شوي"، وحققت مؤخرًا نجاحًا جماهيريًا واسع المدى بانطلاقتها الجديدة في المحتوى الموسيقي والغنائي بأجدد ألبوماتها "تراثي".
بينما عرف عمر سليمان بلقب أطلقه على نفسه يدعى "القيصر" ولكن بكسر القاف، اعتبر على مدار سنوات نجم الموسيقي الشعبية والكردية في سوريا وتمكن من الوصول إلى حد العالمية بالانتشار بحفلاته بين بلجيكا وألمانيا وفرنسا والسويد، وانطلقت شهرته من مجرد كونه نجم للحفلات والأفراح الشعبية في موطنه إلى الانتشار في أنحاء العالم، واعتلائه منصة احتفالات توزيع جائزة نوبل في النرويج منذ أربع سنوات.