"فى ذمة الله أستاذى ومعلمى، تعلمت على يده الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب" بتلك الكلمات المقتضبة نعى قائده الذى استشهد فى شهر أكتوبر الماضى فى هجوم إرهابى دون أن يعلم أنه سيلقاه بعد أقل من 8 أشهر، فكان اللقاء ربما أقرب مما توقع، إنه القائد الشهيد أحمد صابر منسى.
استشهد العقيد مقاتل صاعقة أحمد منسى قائد الكتيبة 103 صاعقة، صباح اليوم، عقب نجاح أبطال القوات المسلحة من إحباط هجوم إرهابى للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، ما أسفر عن مقتل 40 تكفيريا، وإصابة 16 من عناصر إنفاذ القانون واستشهاد 10 آخرين من بينهم "منسى".
ولد منسى فى الرابع من أكتوبر عام 1978 فى منطقة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، وعاش قبل استشهاده بمنطقة مدينة نصر بالقاهرة.
تولى قيادة الكتيبة 103 صاعقة خلفا لقائده العقيد رامى حسنين اللى استشهد فى هجوم مماثل على الكتيبة نفسها فى أكتوبر 2016، أى أنه تولى قيادة كتيبته 8 شهور فقط.
أكد فى أكثر من تدوينة له عبر حسابه الرسمى على فيس بوك أن مثله الأعلى مقاتل الصاعقة عبد الرؤوف جمعة والذى ظل خلف خطوط العدو الإسرائيلى أكثر من 200 يوم.
يقول عنه أصدقاؤه أنه قائد محبوب ومرح، يغنى ويكتب الأشعار ويسجلها بصوته كذلك فنشر صورة له أثناء تسجيله إحدى قصائده فى أحد الاستوديوهات المخصصة لذلك.
سجل "منسى" آخر رسالة صوتية له وتداولها رواد موقع التواصل الاجتماعى قبل استشهاده بدقائق وجاء فيها "الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء، ويمكن تكون دى آخر لحظات حياتى، أنا لسه عايش فى هجوم دواعش التكفيريين علينا، دخلوا بكام عربية مفخخة، فى مربع البرث وهدوا المبيتات، وهدوا النقطة وهدوا كل حاجة، أنا لسه عايش أنا و4 عساكر، متمسكين بالتبة ومتمسكين بالأرض، علشان خاطر زمايلنا الشهداء ما نسيبهمش".
وأضاف "بسرعة يا رجالة اللى يقدر يوصل للعمليات يبلغهم يضربوا مدفعية، إحنا لسه عايشين، ومش هنسيب الأرض دى وعليها أى حد مصاب، الله أكبر لنجيب حقهم لنموت زيهم".