من منا لا يتذكر شخصية "سى السيد"، التى جسدها الراحل يحيى شاهين فى السينما المصرية، الرجل صاحب الشخصية القوية الحديدية، الذى لا يقبل التفاوض فى تنفيذ أوامره مع نصفه الآخر، ولا يعترف بالحريات الخاصة لدى الطرف الآخر، بل يسعى لأن يحكمها بمبدأ السمع والطاعة وهو ما خضعت له "الست أمينة" المغلوبة على أمرها فى الماضى.
ومع مرور قرنين على تلك الشخصية أصبحت شخصيتى "سى السيد" و"أمينة" أقرب فى نظر الجميع للخيال والفانتازيا لشكل الرجل والمرأة فى العصر الحالى، بعدما أصبحت للمرأة مكانة ووضع هام فى الحياة الاجتماعية، إلا أنه يبدو أن الرجل الشرقى لا يتغير مهما مر عليه قرون، حيث ما زال يحتفظ بشخصية سى السيد بداخله، والتى قرر أن ينقلها جيل جديد من خلال الأغانى، مؤكدين أنهم ما زال يحكمهم داء السيطرة فى التعامل مع الحبيبة أو الزوجة.
وقد أعادت أغنية "الراجل" للمطرب رامى صبرى نظرية سى السيد من جديد فى تعامله مع حبيبته، التى كشف من خلالها عن عقد الرجولة خاصة بعد الجدل الكبير الذى حققته الأغنية، والتى استفزت الفتيات فى نظرية رامى صبرى فى شكل العلاقة بين الرجل والمرة من خلال كلمات الأغنية، والتى جاءت بعض كلماتها كالتالى: "عايز أقولك حاجه اسمعى منى فى اللى هيتقال، لما الراجل يتكلم الست متعندش معاه، ما تقولّوش حاضر فى كلام يتقال، تانى يوم تنساه، تفهم وتقدّر قيمته لو عايزة تكمل وياه".
لم يفرض رامى صبرى فقط سيطرته وفرض أوامره، ولكنه تجاوز ذلك بالشكل الذى لابد أن تكون عليه، حتى تجد منه المعاملة الجيد والسماح، وهو ما تضمنته كلمات أغنية "ما هى لو بتعمله بطيبة وحنية وحب وإخلاص تاخد عينه وتدلع ويصونها وتتشال على الرأس وقت ما تغلط تتحاسب يسامحها على أى أساس".
رامى صبرى لم يكن أول هؤلاء المطربين الذين قررا أن يستعينوا بروح سى السيد، فقد سبقه تامر حسنى بأغنية أعلن من خلاله عن كونه سى السيد الغناء، بعدما قدمت الشخصية فى السينما، حيث حملت الأغنية عنوان "سى السيد" ليكشف من خلالها عن آرائه بشكل واضح وصريح لرجل لا يقبل التفاوض وتحكمه الأنا وداء السيطرة، والتى عبرت عنها كلمات الأغنية، حيث جاء مضمونها كالتالى: "ليكى الكلام ولأى واحدة تحاول تلغى الفرق ما بين الراجل وما بين الست.. أنا اللى أقول تعملى إيه، أنا اللى أقوله تمشى عليه زى مثلا كده يا حبيبتى تلبسى إيه وما تلبسيش إيه.. أه أنا سى السيد وكلامى هو اللى هيمشى، مش عجبك كلامى إمشى".
وعلى الرغم من أن اختيارات وائل جسار دائما لكلمات أغنية يسعى من خلالها تعبر عن الراجل المحب الرقيق الذى يسعى دائما لإرضاء حبيبته، لكنه لم يستطع أيضا أن لا يخفى "سى السيد" بداخله كثيرا حتى قرر أن يقدم "أنا بطبيعتى"، والتى كشر فيها عن أنيابه وكشف من خلالها عن عقدة الرجولة: "أنا بطبيعتى وتلقائى وكمان موتى وسمى ودائى لو قلت حاجة تمانعنى فيها أو تسأل ليه.. أنت لو غبت ثوانى ما قدرش أقول هعمل فيك دى طريقتى ولو أنتى عايزانى أنسى تقول حاجة من غير إذنى.. دى أقل حاجة بتبتنرفزنى".