بين صفحات الجرائد، نجد ما كانت تؤرخ له شكل الحياة فى أوائل ومنتصف القرن الماضى، التفاصيل اليومية من أسواق وبيع وشراء وفن ومسرح وجريمة وغيرها، وفى عام 1927 هزت جريمة مقتل سلامون شيكوريل أرجاء مصر.
فى أواخر القرن التاسع عشر اشتهر اسم عائلة شيكوريل الإيطالية التى هاجر من تركيا إلى مصر أشهر أبنائها، الذى أسس سلسلة محلات شيكوريل المعروفة فى وسط القاهرة، وكان رئيس مجلس إدارة محلات شيكوريل أكبر المحلات التجارية فى مصر، التى تأسست عام 1887، وكان رأس مال الشركة 500 ألف جنيه مصرى، وعمل بها ما يقرب من 485 موظفا أجنبيا و142 مصريا.
وفى 4 مارس عام 1927م، قتل شيكوريل بعد اقتحام بعض اللصوص بيته وقاموا بتخديره فى حجرة نومه وزوجته، وعندما قاومهم قاموا بقتله وروت جريدة "اللطائف المصورة" تفاصيل الجريمة.
كانت الشرطة قد ألقت القبض على الجناة الأربعة، وعلى رأسهم سائق الخواجة شيكوريل وهو يونانى الجنسية يدعى "آنستى خريستو"، أما المتهم الثانى فقد كان الشاب اليهودى "جونا داريو"، وكانا يخططان لسرقة مجوهرات زوجته وأمواله، واستعانا بسائق الخواجه، وكان يعيش فى غرفة بالمنزل وسهل لبقية المتهمين مهمة التسلل فى الظلام إلى البيت بواسطة باب البدروم الذى كان يحمل مفتاحه، عثر على المجوهرات المسروقة تحت بلاطة فى سطح منزله، لم تستمر التحقيقات فى القضية أكثر من شهر أحيل بعدها المتهمون إلى محكمة الجنايات.