كان متدينًا خلوقًا، هكذا وصفه المقربون منه، وهذه هى الحقيقة، لأنه ولد بحى الحلمية الجديدة فى القاهرة لأسرة متدينة، إنه الفنان حسين صدقى الذى تتزامن ذكرى ميلاده اليوم 9 يوليو من عام 1917، توفى والده ولم يتجاوز الخامسة من عمره، فكانت والدته التركية لها الدور الأول والأهم فى تنشئته ملتزمًا ومتدينًا فكانت حريصة على ذهابه للمساجد والمواظبة على الصلاة وحضور حلقات الذكر والاستماع إلى قصص الأنبياء مما نتج عنه شخصًا ملتزمًا وخلوقًا.
نشأة صدقى، كانت سببًا فى أن يسلك منحى مختلف عن رفاقه فى عالم السينما، حيث اتجه إلى الأفلام التى تحمل رسالة اجتماعية وسياسية فى الأغلب، وأبرز العديد من قضايا العمال فى أفلامه.
أسس عام 1942 "شركة مصر الحديثة للإنتاج" لتخدم الأهداف التى كان يسعى لترسيخها فى المجتمع، وكان يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين؛ لأن السينما كما يقول من دون الدين لا تؤتى ثمارها المطلوبة فى خدمة الشعب.
فى يناير عام 1956 دعا صدقى عبر مجلة "الموعد" إلى انقلاب فني، داعيات العقليات الفنية الموجودة آنذاك بأن يهجروا الآفاق الضيقة التى يعملون بها و يواجهوا الغزو الأجنبى بغزو مصرى وعربى ودعا إلى إنتاج سينما نظيفة.
كان لصدقى علاقة قوية بالشيوخ وربطته صداقة قوية بالشيخ محمود شلتوت، الذى وصف صدقى "بأنه رجل يجسد معانى الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التى تتفق مع الدين"، كما ارتبط بصداقة قوية مع الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وقتئذ، وكان صدقى يستشيره فى كل أمور حياته.
اعتزل الفن فى الستينات ووافق صدقى على الترشح فى البرلمان، بعد أن طالبه أهل حيه وجيرانه بذلك فكان حريصًا على حل مشاكلهم وعرض مطالبهم ولكنه لم يكرر التجربة، لأنه لاحظ تجاهل المسئولين للمشروعات التى يطالب بتنفيذها والتى كان من بينها منع الخمور فى مصر.
فى أواخر أيامه أوصى أولاده بحرق ما تصل إليه أيديهم من أفلامه بعد رحيله لأنه يرى أن السينما من دون الدين لا تؤتى ثمارها المطلوبة.
قبل وفاته بدقائق قال لأولاده: "أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل أفلامى ما عدا "سيف الله خالد بن الوليد" وفارق حسين صدقى الحياة يوم 16 فبراير 1976 بعد أن لقنه الشيخ عبد الحليم محمود الشهادة وقت وفاته وصلى عليه حسبما ذكرت زوجته السيدة فاطمة المغربي فى حديث صحفى لها.