عام 1960 شهد الانطلاقة الأولى للتليفزيون المصرى، والذى ترتب عليه بعد ذلك بداية الإنتاج الدرامى، ورغم أن العراق والجزائر ولبنان سبقت مصر فى ظهور التليفزيون إلا أن أول مسلسل عرض على الشاشات المصرية والعربية كان إنتاجا مصريا خالصا، ومن هنا بدأت قصة أول مسلسل شهده جيل الستينات، "هارب من الأيام" هذا هو اسم أقدم مسلسل مصرى تم إنتاجه وعرض لأول مرة عام 1962، وأثناء عرض حلقات المسلسل كانت الشوارع تخلو من المارة، ويجلس أفراد الأسرة أمام هذا الاختراع الذى أحدث ثورة وقتها لمشاهدة ومتابعة مغامرات الهارب من الأيام، وهو النجم الراحل عبدالله غيث، ومشاركة كل من توفيق الدقن وحسين رياض ومديحة سالم وكمال ياسين مع المخرج نور الدمرداش.
وتتحدث القصة عن واقع القرية المصرية، وعلى رأسها شخصية العمدة الحاكمة المتسلطة، التى لا تعرف من الدين إلا قشوره، إذ يتخذ من نفوذه وسيلة لإخضاع الأهالى، إلى أن تتعرض القرية لعدة حوادث سرقة وتخريب، وأصبح المسلسل حديث الشارع المصرى.. المفارقة أن النجم فريد شوقى كان المرشح الأول لبطولة "هارب من الأيام" لكنه خاف من تقديمه، خشية أن تقل نجوميته فى السينما، حيث وقتها كان نجم السينما الأول".