بعد مرور 34 عامًا على العرض الأول لفيلم درب الهوى، الذى أخرجه العبقرى حسام الدين مصطفى، يظل من أكثر الأفلام التى أثارت الجدل خلال الخمسين عامًا الأخيرة فى تاريخ السينما المصرية، حيث إنه تم منعه من العرض لفترة كبيرة لأنه يناقش أكثر القضايا المجتمعية الشائكة، ويدق ناقوس الخطر لقضية دعارة الفكر، وهى أخطر بكثير من دعارة الجسد، وفى ذكرى عرض الفيلم عادت "عين" لذكرياته بالحديث إلى أحد نجومه، وهو الفنان فاروق فلوكس الذى لعب دور سكسكة، وهو من أكثر الأدوار جدلاً فى الفيلم وبتاريخ السينما بوجه عام لتأثيره على فلوكس بحد ذاته الذى تعرض لموجة من الهجوم.
فاروق فلوكس تحدث لـ"عين" قائلا إنه لم يتردد لحظة فى قبول الدور، ولو عاد به الزمن سيختاره مرة أخرى، لأنه أولا يرى أن الدور من أهم الأدوار التى قدمها برغم توجسه منه فى البداية، وثانياً أن الفيلم يناقش قضية هامة للغاية وهى قضية دعارة الفكر والتناقضات البشرية وادعاء الفضيلة، واستشهد بذلك بأن الفيلم سلط الضوء على الباشا الذى جسده الرائع حسن عابدين ببراعة، ويضرب مثالاً لمن يترأس حزب الفضيلة والشرف بينما فى المساء كان يرتاد بيوت البغاء بل ويطلب من العاهرات ضربه وتحقيره.
وأضاف فلوكس، أنه فوجيء بمنع عرض الفيلم من الرقابة فى البداية، مؤكدًا أنه يرى أن منع الفيلم منحه دفعة نجاح كبيرة بسبب الضجة الكبيرة التى صاحبت عرضه بالرغم من أن مدة عرض الفيلم لم تتجاوز الشهرين فى دور العرض ولكنه حقق مكاسب مالية كبيرة خلالها.
وأوضح فلوكس، أنه لم يهتم وقتها بما قالته الصحافة عنه ولكن أبرز مشكلتين أثرتا فى نفسيته عند عرض الفيلم، أولا أولاده فى المدرسة لأن زملائهم كانوا يسخرون منهم، وينادونهم بأولاد سكسكة، ما جعله يضطر للذهاب إلى المدرسة لحل هذه المشكلات التى تكررت عند عرض فيلم الراقصة والسياسى وتجسيده لدور ترتر.
أما المشكلة الثانية فكانت مشكلة شخصية له بحكم عمله كمهندس واجه الكثير من الانتقادات من زملاء العمل الذين استغربوا من قيام مهندس محترم على حد وصفهم بلعب دور بهذا الشكل!.
ومن أبرز المواقف التى يتذكرها من كواليس التصوير، أن المخرج حسام الدين مصطفى أبلغه بتحديد ميعاد التصوير قبل البدء بيومين فقط ولأنه يحب أن يفصل ملابس الدور بنفسه فأسرع ليشترى القماش ويفصله على ميزانيته الخاصة.
وأيضاً صرح بأن الشخصية فى البداية كان اسمها عطيات، ولكنه قام بتغير اسم الشخصية لسكسكة نسبة إلى فتوة كانت تعيش فى منطقة الجيزة وعندما عرض هذا الاسم على المخرج وفريق العمل نال إعجابهم جميعاً.
وفى النهاية، يرى الفنان فاروق فلوكس أن قضية خلط الجمهور لأدواره مع شخصيته الحقيقية أزمة لم تحدث معه وحده بل حدثت مع العديد من الفنانين مثل محمود المليجى واستيفان روستى والسبب الحقيقى لها ليس قصور من المتلقي، بل توحد الفنان مع الشخصية إلى أقصى مدى مما يشعر المشاهد أنه هو الشخصيه بالفعل وليس فاروق فلوكس.