جميلات.. ذكيات وقويات، هكذا كانت وستظل المرأة المصرية، التى أتثبت جدارتها وتفوقها على كافة الأصعدة وفى مختلف الميادين، تبنى الأمم وتشارك في تأسيس الحضارات منذ عهد آمون وحتى وقتنا الحالي، منذ كليوباترا وحتى الآن، تستطيع المرأة المصرية أن تقود الأمم، وهو ما أثبتته قصة 3 نساء مصريات في منتصف القرن العشرين، إحداهن حكمت دولة شرقية وأخرى جنوبية وثالثة رفضت زعيما إفريقيا.
فتحية رزق
عملت معلمة في مدرستها Notre Dame des Apôtres، لكنها تركتها بعد فترة وعملت في وظيفة بأحد البنوك.
في ذلك الوقت كان كوامي نكروما يتزعم عملية استقلال غانا عن بريطانيا عام 1957، وتولى رئاسة الوزراء حتى انتخابات 1960، عندما انتخب أول رئيس للبلاد، وأعيد انتخابه عام 1965.
في عام 1958 زار كوامي نكروما، رئيس وزراء غانا في ذلك الوقت، مصر، وشاهد فتحية التي كانت تعمل في أحد المصارف ورغب في الزواج بها، إلا أن الأم رفضت لعدم رغبتها في أن تعيش ابنتها بعيداً عنها.
أخبرت فتحية أمها، أن نكروما، مناضل ضد الاستعمار في بلاده مثل الرئيس عبد الناصر، إلا أن الأم رفضت مباركة الزواج أو حضوره وتدخل الرئيس جمال عبدالناصر لإقناع الأم بالزواج وقال للأم "لماذا ترفضين يا سيدتي؟ أنا سوف أفتح سفارة لمصر هناك، وخط طيران مباشر بيننا وبين غانا، وسوف تتمكنين من زيارتها في أي وقت تشاءين".
تزوجت نكروما من فتحية في ليلة رأس السنة عام (1957-1958) فور وصولها غانا، أنجبت 3 أطفال هم جمال وسامية ونكروما، وحين أطيح أول انقلاب عسكري في غانا بزوجها كوامي نكروما في 24 فبراير 1966 اضطرت لاصطحاب أطفالها إلى القاهرة في حين غادر زوجها إلى المنفى.
فوزية فؤاد
هي الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق آخر ملوك مصر، كانت فوزية ولا تزال تلقب بأجمل فتاة في الكون وهي التي قال عنها السفير البريطاني في مصر السير مايلز لامبسون: "لقد رأيت بها أجمل نساء الأرض".
تزوجت من ولي عهد إيران محمد رضا بهلوي في 15 مارس 1939، تم الزفاف في القاهرة، ثم بعد سفرها إلى إيران تم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى في طهران، وبعد عامين من زواجها تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم بعد الغزو الروسى البريطانى لإيران، والذى أجبر أباه رضا بهلوي على التنازل عن العرش ومغادرة إيران منفيًا إلى جنوب أفريقيا.
الأمير فوزية فؤاد مع زوجها امبراطور ايران محمد رضا بهلوي وابنتهما الأميرة شهناز
في 27 أكتوبر 1940 أنجبت ابنتهما الوحيدة الأميرة شاهيناز بهلوي، كان شاه إيران مولعًا بها وأقام لها فرحًا أسطوريًا، إلا أن شقيقها الملك فاروق تعمد القضاء على هذا الزواج لأسباب تخدم أهدافه، وذكر كتاب «كيف قتلت الملك فاروق» للكاتب المصري إبراهيم بغدادي، أنه عندما ذهبت الملكة نازلي الأم والدة فوزية لرؤية ابنتها وحفيدتها «شاهيناز» ذهلت من الحياة البدائية في قصور إيران في ذلك الوقت، وعادت الامبراطورة فوزية إلى مصر بعد موافقة زوجها دون أن يدري أنها المرة الأخيرة التي سيراها فيها.
وتم الطلاق بينهما في عام 1945 في القاهرة وبعدها تم الطلاق في إيران في عام 1948، حيث وقعت أزمة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق بعد إصرار شقيقها الملك فاروق على الطلاق ورفض عودتها إلى إيران.
جميلة أندراوس
يبدو أن الرئيس جمال عبدالناصر كان عاملا مشتركا في تحقيق الترابط بين المصريات والمناضلين الأفارقة، ففي وقت تقاربت فيه العلاقات المصرية الإثيوبية، بعد ثورة 1952 نجح ناصر في إنهاء التوتر بين الكنيستين المصرية والأثيوبية، فحضر الإمبراطور الأثيوبي هيلاسلاسي حفل افتتاح الكاتدرائية المرقصية في العباسية، وخلال الزيارة طلب الإمبراطور مصاهرة واحدة من أكبر العائلات القبطية في مصر.
وكانت جميلة أندراوس ابنة عائلة مسيحية ذات شأن مرموق في مصر ولدت عام 1930 وهي الإبنة الكبرى للسياسي الوفدي القبطي الشهير توفيق باشا أندراوس، صديق الزعيم سعد زغلول، رشحت جميلة بعض العائلات إلا أن جميلة رفضت عرض الزواج من هيلاسلاسى لرغبتها في البقاء مع أشقائها وأسرتها في الأقصر، وخوفها من الإقامة في إثيوبيا التي كانت موحشة حينئذ.