من عمل لآخر يثبت أنه مازال قادراً على المنافسة ولفت انتباه الجمهور لأعماله التى تحمل تيمه وفكر مختلف يميزه عن غيره من نجوم جيله فى السنوات الأخيرة، حيث أصبح المشاهد فى كل عام على موعد مع مفاجأة جديدة من يوسف الشريف فى عمل فني، وهذا العام التحدى كان صعباً لكن حبه للمجازفة وشغفه لتقديم ما هو أفضل دفعه لتقديم دراما الرعب لأول مرة من خلال مسلسل "كفر دلهاب" التجربة التى حققت أعلى نسبة مشاهدة على موقع "يوتيوب"، يوسف الشريف فتح قلبه لـ"عين" فى حوار جديد ومختلف.
سعيد بالنجاح الذى حققه المسلسل وتفاعل الجمهور والنقاد معه، وبصراحة هذا النجاح فاق توقعاتى، وأعتبره نتاج اجتهاد كل فريق العمل المشارك فى التجربة التى أعتبرها مختلفة بكل المقاييس ومخاطرة بالنسبة لي، وغير أنها تجربة مرعبة، أنا شخصياً كنت مرعوبا منها، لأن الإقدام على تقديم عمل كهذا لم يكن سهلاً ولم يكن قرارا فرديا، فقد كانت هناك مشاورات مع المخرج أحمد نادر جلال والمؤلف عمرو سمير عاطف، والمنتج تامر مرسى، ومصممة الأزياء إنجى علاء، ووجدت منهم قبولا وحماسا للفكرة التى كانت تحديا بالنسبة لنا جميعا وقررنا تنفيذها بدقه.
لماذا تختار دائما فكرة الحديث عن الشيطان وتأثيره على الإنسان؟
تشغلنى فكرة سيطرة الشيطان على الإنسان وكيف يمكن له أن يحصن نفسه منه، وكانت البداية من مسلسل "لعبة إبليس" الذى أبرز جانب من هذا الأمر بطريقة غير مباشرة من خلال تسلل الشيطان لكل شخصية فى العمل، ومن قبل ذلك ناقشت هذه الفكرة فى مسلسل "الصياد"، ولا أنكر أننى متأثر بهذه الفكرة فى حياتى الشخصية بالرغم من أنى ضد المزج بين شغلى وفكرى وحياتى الشخصية، لكن الشيطان له طرق مختلفة، ولذلك فى "كفر دلهاب" كان الأمر مختلف من خلال دراما الرعب، وهو ما صدم المشاهد فى آخر مشهد فى العمل، لأنه طوال الأحداث كان متعاطف مع البطل فى أن يثأر لوالده ولم يحكم عقله فى الطريق الذى انتهجه البطل، الذى كشف عن وجهه الحقيقى فى أخر مشهد، وفكرتى كانت فى أن كل شخص منا قد يتعاطف مع شخص فى مشكلة يواجهها ويقبل تصرفاته، لكن حينما يحتكم إلى عقله يكتشف أن تلك التصرفات خاطئة.
معنى ذلك أنك حاولت أن تقدم رسالة للمشاهد؟
من أهم رسائل المسلسل هى ألا يخشى الإنسان من الجن، وأن الإنسان هو الذى يقتل ويسرق، وستظل هذه قناعتى الشخصية، فأنا لا أؤمن بالدجل والشعوذة اللذان ليس لهما علاقة بالواقع، والجن والعفاريت مذكورين فى القرآن الكريم، وأحاول دائما توصيل رسالة لجمهورى بما يراعى ضميرى فى كل عمل أقدمه، أن نقدم وجبة للمشاهد تمزج بين مداعبة المشاعر وتحكيم العقل
ألم تخشى ألا يتقبل الجمهور فكرة قديم عمل رعب هذا العام؟
كما ذكرت التجربة كانت مرعبه بالنسبة لي، لكننى من عام لأخر أحب التجديد والتطوير فيما أقدم، واراهن على ذكاء المشاهد، كما اننى اعتدت على ذلك من مسلسل "رقم مجهول"، بأن تكون هناك مجازفة فى أى تجربة أقدم عليها، وبالرغم من تحذيرات الجميع من تقديم مسلسل "كفر دلهاب" إلا أننى تحديت نفسى وجازفت بتقديم العمل والحمد لله ربنا وفقنا جميعا كفريق عمل واحد للمسلسل وحققنا نجاحاً مبهراً.
كيف كانت أجواء التصوير؟
سيطرت على أجواء التصوير حالة من التحدى والحماس، كل فنان كان يجلس ليشهد أداء زميله فى أحد المشاهد وينبهر به، وهذا العام الكواليس لم تكن بها كوميديا بقدر حالة الرعب التى كانت مسيطرة على كواليس التصوير خاصة أن اغلب مشاهد العمل كانت ليلية.
لماذا اخترت أن تكون حقبة العمل غير معلومة فى أحداث المسلسل وخيالية؟
بسبب الصراع الدينى الموجود ضمن أحداث المسلسل، التى أردت آن يتقبله المشاهد بشكل صريح خاصة أنه فى فترة زمنية غير معلومة، ولذلك تعمدت أخفاء الحقبة الزمنية، خاصة آن العرب معروفين فى العصور القديمة بنزعتهم الدينية القوية، كما أن الجمهور لا يحب مشاهدة الرعب غير فى الأعمال الأجنبية، لأننا بطبيعتنا نرفض فكرة الشر فى مقابل القرآن أو الشر فى مقابل الصليب، وأنا كنت حريصا على عدم تدخل الدين من البداية فى المسلسل وإلا انتهت القصة، وحرصت على أن يكون من خلال عالم فانتازى خيالى.
هل هناك "دلهاب" فى حياة يوسف الشريف؟
ضاحكاً: ربنا يكفينا شر دلهاب، الحمد لله لا يوجد دلهاب فى حياتى.
ما ردك على الانتقادات التى تعرض لها العمل بسبب عدد من الأخطاء الإخراجية؟
ضيق الوقت كان السبب فى وجود هذه الأخطاء وهذه مشكلة نعانى منها فى مصر، على عكس الخارج الأعمال تأخذ الوقت الكافى لتخرج بصورة جيدة للجمهور، وأخطاء "كفر دلهاب" نعتذر عنها بسبب ضيق الوقت، وأحمد نادر جلال من أهم المخرجين المميزين فى الوطن العربى وأحب التعاون معه باستمرار هو والمؤلف عمرو سمير عاطف.
هل واجهتك صعوبات فى التحضير لشخصية الطبيب "سعد"؟
شخصية الطبيب سعد من أصعب الشخصيات التى قدمتها فى مشوارى الفنى، خاصة أن الشخصية بها تحولات كثيرة ضمن الأحداث فالطبيب يظهر بأكثر من شكل.
ما أصعب مشهد تعرضت له فى هذه التجربة؟
كل مشاهد العمل كانت صعبة وتحتاج إلى تركيز قوى أثناء التصوير والأداء التمثيلى لكل مشهد، خاصة أن تأثيرها لم يكن بدنيا بل نفسيا بشكل كبير أثر على حتى فى حياتى العادية، ومن أهم المشاهد الذى توقفت أثناء تنفيذها مشهد المشنقة فعندما وضعت الغطاء على رأسى أوقفت التصوير وجلست فترة مع نفسى قبل إعادة تصوير المشهد، وكأننى أصبت بحالة فوبيا غريبة، وكذلك مشهد النهاية والمشهد الذى جمعنى بسهر الصايغ وهى تصرخ فى وجهى تم إعادته أكثر من مرة.
ما سر تعاونك المستمر مع الثنائى المؤلف عمرو سمير عاطف والمخرج أحمد نادر جلال؟
أحب التعاون معهما باستمرار فهناك كيمياء فى التعاون بيننا، وأفكارنا دائما متسقة، ولو توافرت الفكرة الجيدة نقدمها سوياً، وهذا لا يعنى الشللية.
هل أنت مؤيد لعرض العمل حصرياً؟
هذا الأمر خاص بالشركة المنتجة ولا يحق لى التدخل فيما لا يعنينى، المنتج هو الشخص المسئول عن هذا الأمر.
كيف ترى تعاونك مع المنتج تامر مرسى؟
سعيد جدا بالتعاون مع المنتج تامر مرسى فهو منتج متميز يهتم بجودة العمل.
من ينافس يوسف الشريف؟
لا أهتم بفكرة المنافسة، والدليل على ذلك أننى أحرص على متابعة أعمال أصدقائى للاستفادة منها.
هل تابعت أعمال درامية عرضت فى رمضان الماضى؟
حرصت على متابعة مسلسل الزعيم عادل إمام "عفاريت عدلى علام" فقط هذا العام، وأنا أعتبر نفسى أمام المدرس الذى أتعلم من كل مشهد يقدمه.
لماذا اخترت العودة إلى السينما بعد غياب بفيلم من فكرتك ؟
لأن حال السينما طوال الفترة الماضية لم يكن مرضيا، والفيلم الذى سأعود به مع المنتج تامر مرسي، وحاليا أعقد جلسات عمل مع المؤلف عمرو سمير عاطف والمخرج أحمد نادر جلال للاتفاق على تفاصيل الفيلم.