صحيح أن "من جاور السعيد يسعد"، لكن ما بالك إن كان السعيد هذا سُرق منه ماله لـ400 عام، بالتأكيد سيفقد أى أمل فى استعادته، وهو ما حدث بين إسبانيا والمغرب، ففى مثل هذا اليوم 16 يوليو من عام 2013، نجح ملك المغرب فى استعادة ما أشبه بالإرث كانت إسبانيا قد استولت عليه عام 1612.
4 قرون احتفظت فيها إسبانيا بمخطوطات نادرة فيما تسمى بـ"الخزانة الزيدانية" تعود لمكتبة السلطان المغربى زيدان الناصر بن أحمد، استولى عليها قراصنة أسبان فى عرض مياه المحيط الأطلسي سنة 1612م حُفظت فيما بعد بخزانة الإسكوريال بإسبانيا.
كهنة مصريون
المخطوطات ذات أهمية علمية بالغة وهى من أشهر الخزائن العلمية في تاريخ المغرب، حيث تتكون من كتب مكتبة زيدان ووالده السلطان أحمد المنصور الذهبي ومما حازه من مكتبتى أخويه الشيخ المأمون وأبى فارس بعد وفاتهما، وتضم الخزانة الزيدانية دراسات فى مختلف المجالات وبلغات متعددة منها التركية والفارسية واللاتينية.
طالبت بها الدبلوماسية المغربية منذ القرن السابع عشر، حتى سنة 2009 عندما سمحت إسبانيا للمغرب بنسخها على ميكروفيلم، وسلمها ملك إسبانيا إلى ملك المغرب فى 16 يوليو 2013 فى زيارة رسمية.
أول محاولة لاستعادة الخزانة كانت على يد السلطان زيدان نفسه الذي حاول أن يقدم عرضا للتفاوض مع البلاط الإسبانى فى سبيل استرجاع كتبه، واقترح مقابل ذلك ستين ألف درهم ذهبى، وأعاد محاولاته هذه عدة مرات دون جدوى إلى أن توفى 1037 هـ 1626م. ولم يتوقف خلفاؤه عن طلب إعادة هذه المكتبة، ورغم نهاية أسرة السعديين، استمر المغاربة يلحون على إعادة الكتب فى عهد الملوك العلويين.
مدرسة أثينا
جرت مراسيم تسليم 1939 نسخة رقمية من المخطوطات يوم الثلاثاء 16 يوليو 2013 من قبل رئيس مؤسسة التراث الوطنى الإسبانى خوسى رودريجيث سبتيرى قدمها إلى المكتبة الوطنية المغربية بحضور ملك إسبانيا خوان كارلوس والوفد الوزارى المرافق له في زيارة رسمية إلى المغرب، بحضور ملك المغرب محمد السادس.
مقتل أرشميدس