زى النهاردة.. رقص نيرون وقت حريق روما

نيرون نيرون
 
إيناس كمال

لم تكن كلمات أغنية المونولوج الشهير "والنبى ناولونى الولاعة عاوز أولع روما بحالها" من فراغ، ففى مثل هذا اليوم 18 يوليو من عام 64 ميلادية، تعرضت مدينة روما لحريق كبير دمر نحو ثلثى المدينة روما، انتشر الحريق سريعا واستمرت النيران مندلعة لمدة خمسة أيام ونصف.

ووفقا للمؤرخ اليونانى "تاسيتس"، تضررت 10 أحياء من أصل 14 حيا لروما، ولغرابة الموقف فلم يكن بحسب "كاسيوس ديو"، أن حاكم المدينة وقتها وهو الإمبراطور "نيرون" يتصرف بتعقل بل كان ينشد مقطعا قديما من ملحمة شعرية من الأدب الإغريقى تعرف باسم "إلوبرسيس" مرتديا ثيابا مسرحية وقتما كانت المدينة تحترق.

20
 
نيرون الذى قتل عشيقته أوكتافيا لمجرد انتقادها لأدائه فى إحدى المسرحيات، لم يكن بذى عقل إذ يرجح مؤرخون آخرون أنه من قام بحرق روما ليعيد بناءها من جديد، القول نفسه أكده المؤرخ اليونانى الشهير تاسيتوس إلا فى اختلاف وحيد أن نيرون كان متواجدا آنذاك فى أنتيوم وقت وقوع الحريق، بينما كان يعزف على القيثارة ويغنى وقت الحريق هو مجرد إشاعة.
 
531918_630966990257986_1984658404_n
 

ويذهب بعض المؤرخين أن نيرون قام نيرون بإشعال النار فى روما وجلس متفرجاً، متغنياً بأشعار هوميروس ومستعيداً لأحداث طروادة، وانتشرت النيران فى أرجاء روما واستمرت مندلعة لأكثر من أسبوع حاصدة معها أرواح البشر من رجال ونساء وأطفال، كما زاد فى جوره وطغيانه للمسيحيين ولم يترك أى وسيلة لتعذيبهم إلا وفعلها.

ولم يكتف بذلك بل ألصق تهمة الحريق بهم، فسفك دماءهم وعمد إلى اضطهادهم، وحشد الشعب من أجل هدف واحد وهو قتل المسيحيين وتعذيبهم فى مشاهد دموية وحشية بشعة.

storymaker-nero-palace-rome-archaeology-slide-show-1104151-515x388

 

ووفقا لدراسات إغريقية قديمة قال تاسيتس، إنه ما أن علم نيرون بالحريق حتى عاد إلى روما لتنظيم المساعدات جراء الحريق، بل أنه قام بدفع أموال من ميزانيته الخاصة، كما أنه قام بفتح قصوره الخاصة للناجين من الحريق وأمر بتوفير الطعام للناجين.

ويتابع تاسيتس تبييض صفحة نيرون، أنه فى أعقاب الحريق قام نيرون بوضع خطة تنمية جديدة للمدينة، بحيث لم تعد المنازل متلاصقة ببعضها وتم إعادة بناؤها من حجارة القرميد إضافة لطرق جديدة واسعة. وللحصول على الأموال اللازمة لإعادة البناء فرض مزيد من الضرائب على مقاطعات الإمبراطورية.

كما قام نيرون ببناء قصر جديد عرف باسم دوموس أوريا" أو "البيت الذهبى" فى منطقة كانت قد دمرت جراء الحريق. وقد زادت مساحة منطقة القصر عن 1.2 كيلومتر مربع.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر