يحتفل مبنى ماسبيرو هذه الأيام بعيد ميلاده الـ57، حيث كانت انطلاقة البث التليفزيونى لأول مرة فى 21 يوليو 1960، وبعيدا عن الحديث عن بدايات التليفزيون وكيف جاءت فكرة إنشائه، فهناك أشخاص يستحقون أن يسلط عليهم الضوء فى هذه الاحتفالية، حيث كان لهم الفضل فى وضع أساس هذا المبنى العريق، الذى كان ومازال الأب الروحى لمنظومة الإعلام فى مصر.
تماضر توفيق اسم كتبت حروفه من ذهب فى تاريخ الإعلام فهى ليست مجرد إعلامية وإذاعية، ولكنها استطاعت أن تقود مبنى عريق مثل ماسبيرو وآمنت بذكائها وموهبتها ولم تخشى الفشل، وأصبحت أول سيدة تتولى رئاسة التليفزيون المصرى، ومهما مرت السنوات سيظل التاريخ يذكر قصة هذه السيدة التى بثقافتها وذكائها وقدرتها على الإدارة استطاعت تماضر توفيق أن تخرج من تحت يديها جيلا كاملا من أعظم وأرقى الإعلاميين والإعلاميات التى عرفهم التاريخ.
مشوار تماضر توفيق بدأ من الإذاعة، حيث تولت العديد المناصب، منها رئيسة لقسم التمثيليات، ومراقبًا للتنفيذ الإذاعى إضافة إلى لكونها مشرفا على البرنامج الأوروبى والبرامج الأجنبية بالإذاعة، ما أدى لاختيارها للسفر لأمريكا لدراسة فن الإخراج التليفزيونى عام 1960 لتكون بذلك أول مخرجة فى تاريخ التليفزيون.
وكانت تماضر، قبل توليها رئاسة التلفزيون "مراقبًا عامًا" للبرامج الثقافية ومشرفا على البرامج التعليمية، ومديرا عاما للمراقبة التخطيط والمتابعة ووكيلا للتلفزيون لشئون البرامج، تماضر توفيق أعادت الروح من جديد للتليفزيون المصرى.. ومن خلال طموحها الذى كان يملأ أرجاء المبنى بشهادة كل الإعلاميين والإعلاميات الذين عاصروها استطاعت كسر حاجز الخوف كونها قيادة نسائية محاطة بأساتذة من الإعلاميين الرجال، وليس ذلك فقط ولكنها قدمت جيلا من الإعلاميات اللاتى تتلمذن على يديها ورسخت بداخلهن مفاهيم الإعلام "على أصولها" وتعريف "الشغلانة" كما يجب أن تكون ويكفى أن أسماء مثل سلمى الشماع وسناء منصور وميرفت رجب يذكرن فى كل مناسبة أن من قادتهم فى بداية طريقهم هى الإعلامية صاحبة التاريخ المشرف الذى وضع اسمها بجانب عمالقة الإعلام تماضر توفيق.
لم يقتصر دور تماضر توفيق على الإدارة والقيادة فقط، حيث لم تمنعها المناصب من ممارسة عشقها الأول كإعلامية لها دورها ورسالتها فى عرض مشاكل الجمهور بموضوعية وجرأة من خلال برنامجها التليفزيونى الناجح "وجها لوجه"، ولدت تماضر توفيق فى 9 فبراير 1921 بالسنبلاوين بمحافظة الدقهلية وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة فؤاد عام 1942 وعملت فور تخرجها صحفية فى وكالة الأنباء المصرية، وانضمت إلى فريق مسرح دار الأوبرا المصرية القديمة وظلت تتقلد المناصب وتمارس عملها وتولت التليفزيون فى الفترة من 1977 بعد 17 عامًا على تأسيسه لتظل على رأسه حتى عام 1980.