30 عاما مرت، منذ ليلة 22 يوليو 1987، الليلة المشئومة التى صوب فيها شاب عشرينى النار إلى رسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى وصاحب الشخصية الكاريكاتورية الأشهر فى فترة الثمانينات "حنظلة" أثناء وجوده فى إنجلترا.
أصابع الاتهام الأولى تشير إلى الموساد الإسرائيلى، إلا أن التحقيقات البريطانية كشفت أن شابا يدعى بشار سمارة كان منتسبا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن كان موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلى وتمت العملية فى لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987، أصاب "ناجى" تحت عينه اليمنى، ومكث فى غيبوبة حتى وفاته فى 29 أغسطس 1987، ودفن فى لندن رغم طلبه أن يدفن فى مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
الشرطة البريطانية اعتقلت شابا فلسطينيا وقتها يدعى إسماعيل حسن صوان، والذى أقر فى اعترافاته أن رؤساءه فى تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال، رفض الموساد نقل المعلومات التى بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وأغلقت مارجريت ثاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك والملقبة بالمرأة الحديدية، مكتب الموساد فى لندن.
فى عام 1992 جسد الفنان نور الشريف دور ناجى العلى فى فيلم يحمل اسمه، ألفه بشير الديك وأخرجه عاطف الطيب، وشارك الشريف البطولة محمود الجندى وليلى جبر وعدد من الفنانين اللبنانيين والفلسطينيين، الفيلم أنتجه نور الشريف من خلال شركة الإنتاج الخاصة به "إن بى فيلم".
حرب ضروس خاضها نور الشريف على مدار 22 عاما، بعد عرض الفيلم لأول مرة فى السينمات، هاجمه الجميع وشنت العديد من الصحف حربا عليه لأن ناجى العلى كان يهاجم كل الأنظمة العربية خاصة نظام الرئيس الراحل ياسر عرفات الذى أشارت أصابع الاتهام فى اغتيال ناجى إليه بعد الموساد، لأن العلى انتقده وأظهره بإحدى شخصيات كاريكاتيره باسم "رشيدة مهران" التى قيل إنها كانت عشيقة عرفات، كما هاجم العلى اتفاقية كامب ديفيد وهاجم السعودية وقتها.
الفيلم رفع من دور العرض بعد أسبوعين، ورفضت العديد من القنوات عرضه كما قاطعت العديد من الدول العربية أفلام نور الشريف وظل الحصار شديدا حول شركة إنتاجه والفيلم، إلى أن أفرج عنه للعرض فى يناير عام 2014، بعد 22 من رفضه محليا وعربيا.
وتدور قصة الفيلم عن ناجى بعد تعرضه للاغتيال فتعود الأحداث إلى الوراء، حيث يسترجع المحطات التى مر بها فى حياته بدءا من نزوحه مع أسرته إلى لبنان، ثم عمله فى الكويت، ثم عودته إلى لبنان مجددًا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، كما يتعرض الفيلم لأبرز مواقفه السياسية التى سجلها فى رسومه الكاريكاتورية.
أما عن الشخصية التى اشتهر بها ناجى العلى، وهى شخصية "حنظلة" تمثل صبياً فى العاشرة من عمره، ظهر للمرة الأولى فى رسم فى الكويت عام 1969 فى جريدة السياسة الكويتية، أدار "حنظلة" ظهره فى سنوات ما بعد 1973 وعقد يديه خلف ظهره، ولد حنظلة فى 5 يونيو عام 1967، ويقول ناجى العلى إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التى تمثل الانهزام والضعف فى الأنظمة العربية.