خطت الصغيرة السكندرية ابنة الـ5 أعوام داخل ملعب الجولف بصحبة أبيها، تحمل مضربا فاقها طولا وبدأت فى تمرينات شاقة يومية، 26 عاما مرت ولم تترك نائلة العطار أول لاعبة جولف مصرية وشرق-أوسطية محترفة فى لعبة الجولف وإحدى أمهر مُدربيها، أرض الملعب سوى أيامٍ قليلة.
"عين" حاورتها لتكون أول مطبوعة تجرى معها حوارا عقب فوزها فى بطولة أقيمت بأحد ملاعب الجولف بالقاهرة، تغلبت فيها على 17 منافسا محترفا وحصلت على المركز الأول.
من هى نائلة العطار؟
أنا أول لاعبة جولف مصرية محترفة، بدأت اللعبة منذ عمر الـ5 سنوات، فى نادى سبورتنج بالإسكندرية، والدى شجعنى على اللعبة وعرفنى عليها، وقتها أعجبت جدا باللعبة وعرفت أنى سأكون بطلة بها يوما ما ومحترفة، وكنت أتمرن يوميا على اللعبة وتمكنت من دخول منتخب مصر للناشئين والناشئات.
كيف وجدتِ شغفك فى لعبة الجولف؟
اصطحبنى والدى إلى ملعب الجولف حينما كنت فى الخامسة من عمرى وهو لاعب جولف محترف من الجيل القديم، أحببت الجولف جدا وظللت أتدرب يوميا حتى مرت 26 عاما وأنا لازلت أمارس وأتمرن وأمرن الجولف، ولم أبتعد طوال هذه السنوات عن ملعب الجولف سوى أسبوعا واحدا، أنا أعشق الجولف ولا أشعر بتعب أثناء اللعب ويتعجب الناس من قضائى ما بين 8 إلى 10 ساعات يوميا فى أوقات الشمس داخل الملعب، لكن من وجد شغفه فى شىء لا يشعر بالتعب، وللعلم أغلب عائلتنا تمارس لعبة الجولف كذلك شقيقتى لكنها تمارسها كهواية وليس بشكل احترافى.
صفى لنا أول مرة لعبتِ فيها الجولف؟
عائلتنا رياضية جدا، وسبق لى وأن لعبت تنس وكرة سلة وركوب خيل وسباحة وكنت أحب لعبها، لكن حينما لعبت الجولف كان عمرى 5 سنوات، أحببتها أكثر من الألعاب السابقة، وكنت أُلح على والدى فى لعبها يوميا، فكانوا يتركوننى بالملعب 8 ساعات ولم أشعر بالملل.
ما هى البطولات التى حصلتى عليها فى اللعبة؟
أول بطولة لعبت بها كانت محلية بنادى سبورتنج فى الإسكندرية، ثم سافرت للعب بطولة العالم للناشئين، وكان عمرى وقتها 12 عاما، ثم لعبت فى بطولة "بريتيش اوبن" فى سكوتلندا وهى من أهم البطولات التى تلعب فى لعبة الجولف لأن الجولف منشأه اسكوتلندا، من هذا التاريخ ظللت أسافر سنويا كل صيف، فى بطولة مختلفة إما مع المنتخب أو بمفردي، وشاركت وفزت مع منتخب مصر عام 2006 فى بطولة أفريقيا وفزنا بالمركز الأول الذى سيطر عليه منتخب جنوب أفريقيا لعدة أعوام، حيث كانت المباراة النهائية مع فريق زامبيا ولم تكن مصر حصلت على البطولة منذ عام 1992، كما حصلت على بطولة العرب عام 2007، بالإضافة إلى أننى حصلت على لقب بطولة القطامية الثانية المفتوحة للسيدات للجولف عام 2006 التى شاركت فيها أكثر من 60 لاعبة من كل أندية اللعبة وكنت أول عربية ومصرية تشارك فى بطولة دبى للجولف عامى 2009 و2010، وأيضا شاركت مرتين فى كأس العالم الأولى فى بورتريكو عام 2004 والثانية فى جنوب أفريقيا عام 2007، وبعد احترافى شاركت فى بطولة "تكساس تورز" العالمية عام 2009، وشاركت فى LPGA (Ladies Professional Golf Association) التى أهلتنى للحصول على لقب أول محترفة مصرية وعربية فى اللعبة لأنها أعلى تصنيف دولى فى اللعبة وحصلت على المركزين الثانى والثالث، كما شاركت فى ( LET (ladies European tour، وكانت آخر هذه البطولات حصولى على المركز الأول فى مسابقة أقيمت فى ملعب جولف "أليجريا" ونافس فيها 17 لاعبا محترفا للجولف.
لماذا تُلقبين بأول مصرية محترفة فى لعبة الجولف؟
لقب الاحترافية يتم الحصول عليه بطريقتين الأول بالبطولات والثانى بالدارسة، وأنا حصلت على الاثنين معا، عقب التخرج من كلية السياحة والفنادق، وبعدما حصلت على بطولات على مدار 16 عاما، أردت دراسة الجولف لأكون محترفة أكاديميا ويكون لدى خبرة عن ملاعب الجولف والتعامل فنيا مع اللعبة كمدربة، ثم سافرت عام 2007 إلى سان دييجو كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، ودرست لمدة عام ونصف وحصلت على شهادة الاحترافية العالمية، ثم دخلت التصفيات على مدار عدة أسابيع، وكنت المصنفة المصرية والعربية الوحيدة بها، ثم لعبت بأمريكا لعدة سنوات وسافرت ولعبت فى أوروبا.
انقطعت أخبارك عن عالم الرياضة منذ عام 2009.. أين اختفيتِ؟
سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة إدارة ملاعب الجولف، لمدة عام ونصف، ثم جائتنى فرصة للعمل لمدة 4 سنوات فى أحد الملاعب المجهزة بكاليفورنيا وكانت فرصة عظيمة وتمرنت على التعامل مع الرادارات داخل الملعب والتدريب عبر الكمبيوتر ومجسات الرياح والضوء وغيرها، وفى هذا الوقت كنت من أفضل المدربين وتخرجت ونلت تقديرات ممتازة، ثم واصلت الدراسة وتحضير شهادة أقرب إلى الماجستير وهى أعلى شهادة فى الجولف فى العالم وتأهلت لدخولLPGA وهو أعلى تصنيف للاعبات الجولف عالميا لم تصل إليه مصرية أو عربية من قبلى وحصلت على المركزين الثانى والثالث مرتين متتابعتين.
هل قابلتى صعوبات كونك امرأة تدرب الجولف؟
الصعوبة لم تكن لكونى امرأة فقط بل فى اللعبة نفسها فلا أحد يعرفها ولاعبوها عددهم محدود فى مصر كما أن عدد المدربين المصريين قليل مقارنة بالأجانب.
لماذا لا يوجد لدينا عدد كبير من المدربات فى هذه اللعبة؟
لعبة الجولف معروفة فى مصر أنها غالية ومكلفة لذلك هى غير منتشرة، كما أننا لدينا نقص فى عدد المدربين المصريين على المستويين النسائى والرجالى، لأن أغلب المدربين الموجودين فى مصر غير مصريين وإنجليزيين.
ما هو مستوى مصر عالميا فى هذه اللعبة؟
الجولف لعبة منتشرة فى مصر منذ منتصف القرن الماضى، مع وجود الإنجليز فى مصر وكان أحد أشهر وأول لاعبيها المحترفين هو محمد موسى، والآن مصر على بداية الطريق من انتشار اللعبة بها والتقدم فى مستوى اللعبة، المستوى كان ضعيفا قبل سفرى إلى كاليفورنيا وقبل حصولنا على بطولة أفريقيا عام 2006، لكن بعد عودتى وجدت انتشارا للعبة وتحسنا وتطورا فى مستواها، وأنا حاليا أدرب عددا كبيرا من الناشئين الذين يسعون للحصول على لقب الاحترافية ونشر اللعبة فى مصر، ونستطيع أن ندخل أولمبياد 2020 فى لعبة الجولف والحصول على ميداليات بها، خاصة مع وجود لاعبين على مستوى جيد حاليا، ولو لم أكن اتجهت إلى الاحتراف، كنت سأشارك فى الأولمبياد لكن الأمل فى الناشئين الجدد.
لماذا قررتى دراسة الجولف فى الخارج ولم تكتف بما وصلتى إليه؟
حينما وصلت إلى مستوى عالى فى اللعبة كان لدى شغف فى الوصول إلى الأعلى منه وأردت اختبار نفسى، وإلى أى مدى سأصل فى اللعبة وبعد هذا الكم من البطولات التى حققتها لم يكن هناك سبيل إلا المواصلة، لذلك سافرت ودرست وحاضرت ودربت.
لماذا قررتى العودة إلى مصر؟
بعدما مكثت فى أمريكا 9 سنوات بين دراسة وتدريب كان لدى الاختيار إما أن أكمل فى أمريكا أو أعود إلى مصر إلى عائلتى وبلدي، وعدت إلى مصر عام 2014، وكان أملى أن أرى مصر متقدمة فى لعبة الجولف.
ماذا عن خطواتك المقبلة ؟
أنا سعيدة لما أقوم به حاليا من تدريب لاعبين طموحين من مصر، نلتقى بشكل شبه يومي، طموحى أن أجعل منهم لاعبين محترفين مؤهلين للحصول على ميداليات أولمبية باسم مصر خاصة بعد القرار الذى صدر بإدراج لعبة الجولف كلعبة أولمبية، كما أسعى إلى نشر اللعبة لتحظى بالشعبية ذاتها لكرة القدم.
