في ذكرى رحيله.. أشهر 3 خصومات فى حياة يوسف إدريس

يوسف إدريس يوسف إدريس
 
إلهام الجمال

هو من أهم وأشهر الأدباء العرب، ليس فقط لموهبته الفذة، ولا لأعماله الأدبية الفريدة، لكن أيضا لمعاركة العديدة التى صنعت منه شخصية مثيرة للجدل دوماً...

تعرف على أشهر 3 معارك خاضها يوسف إدريس مع شخصيات عامة..

 

1-  السادات وإدريس.. عداوة بعد محبة

كانت علاقته بالرئيس الراحل علاقة غريبة الأطوار، حيرت الكثيرين، حيث كان أشهر عنوان مناسب لها هو "غرام وانتقام" حيث بدأت بإعجاب شديد جمع بين الكاتب الشاب الذى يبحث عن فرصة فى عالم الصحافة والأدب يأخذه بعيدا عن الطب الذى لم يجد فيه نفسه، وبين الضابط عضو مجلس قيادة الثورة الذى أصبح مسئولا عن الصحيفة الناطقة باسمها. وجد كل منهما ضالته فى الآخر، فطلب السادات من إدريس أن يكتب له عموده اليومى بجريدة الجمهورية، وهو العمود الذى ظل كان افتتاحية الجريدة والذى كان يوقعه السادات مقنعا الجمهور بأنه صاحبه، وبرغم وجود إدريس فى الظل لا انه اعتبرها فرصة للحصول على المال والاقتراب من السلطة ودخول عالم الصحافة من أوسع أبوابه.

لم يتوقف الأمر عند حد كتابة المقالات فقط، لكن يوسف إدريس كتب نيابة عن السادات 3 كتب، لتتوثق علاقته بالسادات ويصبح يتردد على منزله بل ومنحه وظيفة مرموقة وكان يصطحبه معه فى سفرياته.

لكن انتهى الود وتعكر صفو الوفاق، وانقلب السحر على الساحر، فالقلم الذى سخره السادات لصناعة مجده الصحفي، كتب ضده وهاجم حرب 73 ووصفها بأنها تمثيلية وهو الأمر الذى لم يتفهمه السادات فبدأت الحرب العلنية ضد الكاتب الذى اتهمه البعض بأنه فعل ذلك بتحريض من الرئيس الليبى معمر القذافي، ليصدر إدريس كتاب "البحث عن السادات" ليهاجمه الرئيس مبارك علنا فى أحد خطاباته متهما اياه بالعمالة لصالح ليبيا.

السادات
السادات

2- الشيخ الشعراوى واعتذار رسمى من إدريس

على ما يبدو أن يوسف إدريس كان يهوى دخول المعارك للدرجة التى تجعله يصنعها بنفسه من حين إلى آخر، فقد قرر بلا مناسبة أن يكتب عن الشيخ الشعراوي، مهاجما إياه فى إحدى مقالاته التى نشرتها جريدة الأهرام فى أبريل من عام 1983 والتى حملت عنوان "عفوا يا مولانا" قال فيه واصفا الشيخ الجليل:

"يتمتع بكل خصال راسبوتين المسلم، قدرة على إقناع الجماهير البسيطة، وقدرة على التمثيل بالذراعين وتعبيرات الوجه، وإن له قدرة على جيب كبير مفتوح دائمًا للأموال، وأنه يملك قدرات أى ممثل نصف موهوب".

أثار المقال غضب الملايين من محبى الشيخ، لدرجة أن وزير الثقافة آنذاك، الدكتور أحمد هيكل، قال إن هذا الكلام ساقط، وأكد على أن الشعراوى مفخرة لمصر، وعلق سعد الدين وهبه، قائلًا: "هذا كلام لا صلة له بأى فكر أو ثقافة، هذا سقوط من الكاتب وإسفاف".

ليتراجع إدريس عما كتبه، وكتب اعتذارًا، جاء فيه: "أن ما نشر هو بالتأكيد خطأ فنى مطبعى سقط إصلاحه سهوًا بحسن نية، وأنا لا يمكن أن أتولى بنفسى أى تجريح لشخصية عظيمة كشخصية الشيخ الشعراوي، وكنت قد صححت الجملة فى البروفات، ولكن التصحيح لم ينفذ ما جعل الفقرة تبدو هجومًا غير معقول أن يصدر منى تجاه الشيخ الذى أكن له -رغم الفوارق الفكرية- أعمق آيات الود والتقدير والحب والاحترام".

الشعراوى
الشعراوى

3- إدريس يغير من محفوظ بسبب "نوبل"

الغيرة أمر مشروع، لكن أن تصل إلى مرحلة التجريح فهنا تكمن الخطورة، ولقد أشعلت جائزة نوبل غيرة الأديب يوسف إدريس تجاه نجيب محفوظ، الذى وبمجرد أن تم الإعلان عن حصول محفوظ على نوبل، اشتعلت غيرة إدريس وبدأ يعلن فى كل المحافل وفى كل مناسبة وعلى صفحات الجرائد أنه كان الأحق والأقرب للفوز بها ليكون أول عربى يحمل لقب أديب نوبل، بل وتمادى به الأمر إلى أن برر فوز محفوظ بالجائزة بأنه دعى للصلح والتطبيع مع إسرائيل بينما استبعد هو لمعاداة الواضحة للدولة المغتصبة.

نجيب محفوظ

نجيب محفوظ

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر