الفنان محمد السيد هو فنان مصرى عاش وتربى فى إسبانيا، هو من أكبر راقصى التنورة على مستوى العالم حصل على جوائز عديدة فى هذا المجال حتى صنف كأفضل راقص للتنورة على مستوى العالم، لأنه نه يقدم هذه الرقصة بفكر وروح جديدة ومختلفة حتى انتهى به الأمر إلى إقامة مدرسه لتعليم فن الرقص الصوفى والتنوره فى القاهرة لينقل علمه وخبراته إلى الكثير من بعده.
حدثنا عن فن التنورة وبداياته؟
أنا لا أحب كلمة تنورة لأنها فى اللغة العربية تعنى "الجيبة"، فهى كلمة لا تعطى المعنى الحقيقى للفن أو للصوفية بشكل عام، الصوفية هى حالة من التواصل وأول من بدأ هذه الطريقة للتواصل هو جلال الدين الرومى، فهو أول من قام بهذا الفن كطريقة للتواصل مع الله والسمو بالروح، لذلك لا يجب أن نختصر هذه القصة فى كلمة فلكلورية.
ما أهم الجوائز التى حصلت عليها؟
أخذت أكثر من 15 جائزة من دول عديدة مثل المكسيك والبرازيل وأمريكا وكوريا وتم تصنيفى كأفضل راقص تنورة على مستوى العالم، وأيضا شاركت فى مسابقه (جويا) فى إسبانيا وهى أكبر مسابقه للسينما والمسرح فى إسبانيا، وفزت بجائزة أفضل راقص مسرحى.
لماذا يخلط المصريون بين المعنى الحقيقى لراقص التنورة وكونه رجلا يؤدى رقصة فلكلورية فى الأفراح؟
هذه مشكلة عامة فى مصر، نحن لا نحترم فلكلور تراثنا ودائماً نرى أن كلمة فلكلور تعنى فن شعبى أقل من أى فن آخر، فمثلاً الرقص بالعصا يراه المصريون مجرد فن فلكلورى بينما هو له جذور عميقة فى الشخصية المصرية من أيام الفراعنة مثل قصة عصا سيدنا موسى مع فرعون، وهذا ما يحدث تماماً مع فنون الصوفية فقد تحولت إلى مظاهر فلكلورية بدلاً من كونها مظاهر روحانية لها جذور.
ما الفرق بين ما تقوم بتقديمه وبين فن التنورة فى مصر؟
أى شىء يتم تقديمه من الممكن أن يكون روحانيا ومن الممكن أن يكون تكنيكيا، الشىء الروحانى لا يتحدث ليظهر شخصيته بل يعتمد على الطاقة التى تجعل لوجوده رهبة مميزة وهذا ما أقوم أنا به، فأنا أقدم حاله روحانية فريدة تمس القلب مع التكنيك الذى يعبر عن الحالة.
ماذا أضاف لك فن الصوفية؟
أضاف لى أن أتعرف على نفسى جيدا كإنسان، وهذا أهم شىء لأننا لا نتعلمه فى المدارس ولا نتعلمه أيضاً من ثقافتنا، حيث أن هذه الرقصة جعلتنى أفكر بشكل مختلف وأرتقى بروحي.
كيف استفدت منه على الصعيد المهنى وكونت اسمك فى هذا الفن؟
أولاً طورت من إنسانيتي، فعندما وصلت إسبانيا تخلصت من عادة الكذب التى تعودت عليها فى ثقافتنا، أما عن تكوين اسمى لم يكن سهلاً تماماً حيث سافرت أوروبا وأنا فى سن الرابعة عشر وكانت حياتى هناك فى منتهى الصعوبة وكنت أتعلم الصوفية والرقص الصوفى من أجل سعادتى حيث كنت أجد فيه روحى وسعادتى ولم أكن أتعامل معها كمهنة حيث كنت أعمل فى ورش ميكانيكا وكافيهات، وعملى فيها بدأ بالمشاركة فى مهرجان ثم توالت الحفلات والسفريات فى عدة دول ووجدت أن هناك قبولا كبيرا من الجماهير.
فى رأيك.. كيف يمكن أن نقوم بتوصيل فن الصوفية إلى الجمهور ؟
يجب أن يبحث كل شخص عن الإنسانية والمحبة فهى الأصل فى كل شىء، لكن العالم من حولنا لا يتيح لنا ذلك حيث أصبحنا تروس فى ماكينات ونقوم بعمل لا نحبه مضطرين فكيف سنجد السعادة.
متى قررت إنشاء مدرسة لتعليم فن الصوفية ؟
عندما جئت مصر ووجدت أن فن الصوفية هنا موجود، لكن بلا روح وأصبح الموضوع مجرد عمل لكسب المال، ووجدت أن الغرب يأخذ مننا الفنون ويعيد هيكلتها ولا نستطيع حتى أن نستفيد من هذا تجارياً لذلك قررت إنشاء المدرسة.
هل هناك إقبال على المدرسة؟
أنا أنشأت المدرسة قبل الثورة، لكن بعد الثورة نصحنى الكثير أن أخرج من مصر لكننى صممت على البقاء، وفى البداية لم يكن غرضى من المدرسة تجارى لكننى كنت أرغب أن تكون مرجعا للفنون، والآن المكان يقوم بالعديد من الأنشطة فى جميع أنواع الرقص والصوفية والإيقاع وندوات ثقافية وشعرية وأنا سعيد جداً بالمكان فهو بمثابة هدية منى لبلدى مصر.
ما هى إنجازاتك فى هذا المجال.. وما الدول التى قمت بزيارتها؟
أنا بدأت بإسبانيا ثم باقى الدول الأوروبية، ثم الولايات المتحدة ثم أسيا، هناك تقريباً 20 دولة فقط فى العالم لم أقم بزيارتها، أنا أعتبر نفسى سفير لأن كل القصور الثقافية الموجودة فى السفارات المصرية فاشلة لذلك أحاول تقديم صورة مشرفة لبلدى.
ما هى الرسالة التى تود أن تنشرها فى العالم ؟
بالطبع السلام والمحبة، الدول لا تسقط بسبب الاقتصاد بل تسقط بسبب الانحدار الأخلاقى.
ما الذى تتمنى تحقيقه؟
أتمنى أن أكون سببا فى نهوض الثقافة المصرية حول العالم، وأن أكون همزة الوصل بين الثقافة المصرية وثقافات العالم، فهناك مشكلة كبيرة فى الثقافة لأننا نفتقد للمعنى، نحن صورة فقط.
