يعتبر النجم الراحل نور الشريف أحد أعمدة السينما المصرية وصاحب تاريخ طويل من الأعمال المتميز شديدة الثراء والتنوع، ورحل وترك للجمهور وللتاريخ السينمائى إرثا كبيرا يصل لـ 150 فيلما ذات قيمة فنية عالية وإبداع كبير.
ونجح نور الشريف من خلال رصيده الكبير فى أن يرسخ شخصيته ويسطر مجده ويكون صاحب" أيقونة السينما الواقعية" لانحيازه للبسطاء فى أعماله واستعراض مشاكل المجتمع والمواطن البسيط ببساطة وتلقائية شديدة كما يعتبر أيضا أيقونة الكلاسيكية فى السينما لما قدمه من تاريخ حافل ودون منافس من أعمال رومانسية.
وفى ذكرى رحيله الثانى نستعرض أبرز 5 مشاهد تضمنتها أفلامه التى تركت علامة وأثرا كبيرا فى تاريخه بشكل خاص وتاريخ السينما المصرية بشكل عام ليبقى نور الشريف "حدوته مصرية".
نور الشريف
يعتبر مشهد النهاية لفيلم "كتيبة الإعدام" الذى قدمه نور الشريف فى أواخر الثمانينات، من أهم المشاهد فى تاريخ السينما المصرية وتناول العمل بشكل عام قضية هامة وحساسة وهى قصة العميل الخائن الذى يبلغ عن المقاومة فى السويس، نظير مبلغ كبير من المال، ويسعى الناجى الوحيد من رجال المقاومة للانتقام منه إلى جانب ابنة زعيم المقاومة لتبقى قضية شرف ودفاع عن الوطن، وبعد أن يتعرض 4 ظلما للمحاكمة يقوم فى مشهد واحد بإطلاق الرصاص على العميل الخائن.
و"كتيبة الإعدام" شارك فى بطولته نور الشريف ومعالى زايد وشوقى شامخ ووممدوح عبد العليم وعبد الله مشرف وهو من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج عاطف الطيب وانُتج عام 1989.
كما يعتبر فيلم سواق "سواق الأتوبيس" بشكل عام من أهم 10 أفلام فى تاريخ السينما المصرية، ويحكى عن شاب يعمل سائق أتوبيس تعرض والده لأزمة مالية تتهدده ببيع ورشة النجارة التى يمتلكها، وهو أمر يمس صميم الدخل المادى للأسرة فضلاً عما يمثله من مساس بكرامتها، والفيلم من تأليف بشير الديك، وإخراج عطف الطيب.
ويناقش العمل التفكك الأسرى والتفسخ الأخلاقى إزاء التغير المفاجئ في العلاقات الاجتماعية فى عصر الانفتاح، ولذلك يعد المشهد الأخير من الفيلم تعبيرا واضحا لهذا التغيير فيختلف موقف سواق الأتوبيس من خلال تعرض إحدى الراكبات للسرقة من موقف متخاذل يتجاهله مقارنة بالنهاية عندما أعاد المشهد نفسه ولكن بموقف مختلف للسواق ليرمز إلى أحداث العمل من تغييرات طرأت على المجتمع وخاصة بعدما تعرض لأزمة ويعتبر هذا العمل صرخة من جيل عانى من الانفتاح فى هذه الفترة.
ويعد مشهد النهائية فى فيلم "حبيبى دائما" الذى عُرض فى عام 1981 واحدا من أهم أفلام الكلاسيكية فى تاريخ السينما وجمع بين نور الشريف وبوسى التى تفقد حياتها بين أيدى حبيبها فى مشهد من أقوى المشاهد الرومانسية والمؤثرة أيضا.
ويدور العمل حول فريدة التى تتعرض لضغط من والدها بعد رفضه زواجها من شاب بسيط يدعى إبراهيم، وتعيش مع زوجها فى باريس حياة تعيسة، وينجح إبراهيم فى عمله ويصبح طبيبًا كبيرًا، فى حين يتم طلاق فريدة وتعود إلى مصر ويشتد ألم الصداع الذى يلازمها وتستدعى جدتها إبراهيم الذى ينهار عندما يكتشف أنها مصابة بالسرطان ويخفى عنها وعن أهلها، ويتزوج منها ويسافران إلى لندن بهدف علاجها، لكن مرضها الشديد يقف حائلا بين سعادتهما، ومن أكثر المشاهد تأثيرا فى العمل هو وفاة فريدة على بين أحضان إبراهيم على الشاطىء، والفيلم من تأليف يوسف السباعى وإخراج حسين كمال.
وينضم لهذه الأعمال الرائعة فيلم "الظالم والمظلوم" الذى عُرض عام 1989، ويقدم من خلاله نور الشريف دور شاب يدعى جابر يتعرض للظلم بعدما يكتشف اغتصاب زوجته من مسئول كبير، ويحاول الانتقام لها إلا أن هذا الرجل يأمر مساعديه بإلقائه فى السجن وقتل زوجته ويضطر صديق جابر أن يقوم بتربية طفلهما الذى ينسبه له ويكبر الطفل الذى يقوم بدوره نور الشريف أيضا ويصبح ضابط يكلف بالقبض على جابر والده والذى خرج من السجن ينتقم لزوجته
وتعد من أهم المشاهد فى هذا اللقاء الذى يجمع بين نور الشريف الأب والضابط الذى يحاول القبض وإطلاق الرصاص عليه، وبالرغم من ذلك يتمكن الأب من الهروب إلا أنه يتراجع ليبقى بجوار ابنه الذى يصطدم بسيارته فى شجرته ويصاب وهو الأمر الذى يندهش له الضابط.
كما يعتبر من أهم المشاهد التى قدمها نور الشريف ما جاء ضمن اللقاء الذى جمعه بشقيقيه داخل أحداث فيلم"العار" الذى عُرض عام 1982 وقام بدورهما محمود عبد العزيز الذى يجسد دور طبيب وحسين فهمى الذى يقدم دور ضابط، حيث يعترف لهما بحقيقة عمل والده الرجل الفاضل الذى يعمل فى الخفاء تاجر مخدرات ويطلب منهما مساعدته بعد وفاة والده فى عملية تهريب كان قد وضع فيها كل أمواله وهو الأمر الذى يصيب شقيقيه بصدمة.
ويكشف الفيلم الجوانب الخفية فى أعماق البشر بحيث يظهر الطبيب فى صورة المريض المختل، ويظهر رجل القانون في صورة المرتزق من الحرام، ومن الوالد التقى المستقيم الذى يعمل فى مجال الاعشاب الطبية والعطارة ويتحول الولد تاجر المخدرات، من الابن الجاهل غير المتعلم إلى الزعيم المتسلط.