"نجاة ليست صغيرة" هذا ما يبدو للجميع فالتاريخ الحافل للصغيرة ابنة حسنى البابا وشقيقة سعاد حسنى، يقول غير ذلك، تحتفل اليوم 11 أغسطس نجاة بعيد ميلادها الـ 79، فأصبحت صاحبة تاريخ فنى يتخطى الـ60 عاما أطلقت فيها أكثر من 250 أغنية وشاركت فى 13 فيلما.
رغم رصيد نجاة الفنى وشعبيتها وجمهورها والعديد من الجوائز التى تلقتها من دول العالم المختلفة ومن رؤساء مثل الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن على وجمال عبدالناصر والملك حسين ملك الأردن، إلا أن حياتها لم تكن صافية وخالية من الخلافات والمشكلات ويبدو أن "الصغيرة" لم تكن تسمح لأحدهم أن يقترب من نجوميتها وتغار على إرثها الفنى وعلى علاقاتها بالوسط الفنى.
نجاة ويوسف إدريس والشناوى
ومن أكثر الشائعات التى ترددت عن نجاة هو علاقتها بالكاتب يوسف إدريس التى وصلت إلى حد أن غضب منها الكاتب والشاعر مأمون الشناوى والذى كان يهيم حبا بها، ورفضت الزواج منه وكتب لها أغنية "لا تكذبى" فما كان منها كامرأة قوية الشخصية إلا أن عبرت للشناوى عن إعجابها بالكلمات واستعدادها لغنائها وهو ما فعلته.
نجاة وفايزة أحمد
كان أكثر ما لفت الانتباه فى أوائل السبعينات وخاصة عام 1972 هو المنافسة الشرسة بين نجاة الصغيرة وفايزة أحمد وكانت الاثنتان تتنافسان على قلوب وآذان الجمهور والمستمعين، وكانتا تتباريان فى علاقتهما بالكتاب والشعراء، كما كانتا تتحاشيان الكلام إلى بعضهما والتصريح بمشاعرهما للجمهور كما ذكرت الصحافة وقتها تقرب نجاة من الموسيقار عبدالوهاب واقتنصت العديد من ألحانه الرائعة، وكانت النتيجة أن قلّ تعاونه مع فايزة أحمد التى اتهمته بأنه يساند نجاة على حسابها الشخصى.
وروت مجلة "الموعد" فى عددها الصادر فى إبريل عام 1972 أنه ذات يوم قبلت نجاة دعوة عبدالوهاب إلى العشاء فى منزله، وكانت الدعوة فى ظاهرها جلسة فنية وللتسامر بين عدد من الفنانين، ولكن السبب الخفى كان محاولة للتقريب بينها وبين فايزة أحمد، التى أقبلت بالفعل مع زوجها الملحن محمد سلطان، وظلّ الحضور فى انتظار نجاة ساعة كاملة ثم اتصل شقيقها سامى معتذرًا وحمل إليهم نبأ إصابتها بأزمة حادة فى الكلى، وناشد الجميع الدعاء لها بالشفاء العاجل، وفهمت فايزة أحمد اللعبة وانصرفت مع زوجها صامتين.
انتقلت الحرب بين فايزة ونجاة إلى الحفلات الغنائية على المسرح؛ حاولت نجاة تقليد ما كانت تقوم به فايزة على مدار 10 سنوات، وتعاقدت على إقامة حفل غنائى «منفرد» لها بسينما «رمسيس»، ولكن الجمهور لم يُقبل عليها، فاضطرت إلى دفع 200 جنيه لتغطى نفقاتها حرصًا على سمعتها.
نجاة وسعاد حسنى
كما ترددت شائعات عن خلافات بين نجاة وشقيقتها سعاد حسنى، وأخبرت الأولى الثانية رأيها فى غنائها ورأت أن سعاد لا تجيد ولا ينبغى لها أن تواصل فى هذا الأمر، إلا أن نجاة أرادت تثبت العكس للجمهور فأعلنت أنها وشقيقتها بصدد المشاركة سويا فى فيلم يروى عن شقيقتين تضحى إحداهما من أجل الأخرى وتستمتع بالتضحية فى سبيل ذلك.
نجاة وكمال الطويل
كان الموسيقار كمال الطويل أحد أقرب الأصدقاء لنجاة، وأبدع لها مجموعة من أروع الألحان فى الخمسينات، إلا أن خلافا قصيرا حدث بينهما بسبب تسرع نجاة واستغلالها لسفر الطويل للخارج وتسجيلها لأغنية "أنا أنت" التى ألفتها الشاعرة الكويتية سعاد الصباح ولحنها الطويل، فبادرت بتسجيل الأغنية ونشرها فى التليفزيون بعدما أهدتها إلى الإذاعية نجوى إبراهيم التى أهدتها بدورها إلى الإذاعية آمال فهمى وأذاعتها، وفوجئ الطويل بنشر مقاطع من أغنيته دون موافقته، تدخل الوسطاء لحل الخلاف بين نجاة والطويل بعدما أرادت نجاة من الطويل أن يوقع أوراقا للتنازل عن حقوق المؤلف لها ورفضه لها، إلا أن الخلاف تم حله بعدما أضاف تعديلاته على الأغنية.
نجاة وليلى مراد
خلاف كبير حدث بين نجاة الصغيرة وليلى مراد والملحن كمال الطويل، فبينما كانت مراد تستعد لتصوير فيلم "الحبيب المجهول" بعد طلاقها من أنور وجدى ذهبت للموسيقار محمد عبدالوهاب ليلحن لها أغنية للفيلم فأخبرها أن الطويل بإمكانه تلحينها، ورفضت لعدم علمها به، وبعد 10 أشهر سمعت أغنية "على قد الشوق" لعبدالحليم فجن جنونها وطلبت اسم الملحن واكتشفت أنه الطويل فاعتذرت له وطلبت منه يلحن لها أغنيتها فدخلت قلبها فورا إلا أن حملها حال دون تسجيلها للأغنية للإذاعة المصرية.
بعد أشهر سافر الطويل لبيروت وطلبت منه الإذاعة أن يعد ألحانا لنجاة الصغيرة، وتذكر أغنية "ليه خلتنى أحبك" التى لن تتمكن ليلى من غنائها قبل 9 أشهر على الأقل فأهداها لنجاة التى كانت آنذاك فى أحد فنادق بيروت، التقيا فى 3 جلسات وسجلا الأغنية وجن جنون ليلى مراد حينما سمعتها فى الإذاعات وثارت على الطويل أنها حفظت الأغنية وغنتها فى السينما ورفعت قضية ضد الطويل ونجاة.