ربما كان الكاتب نادر صلاح الدين، ذو بعد نظر وبصيرة حينما كتب أحد أفضل المشاهد من نوع الكوميديا السوداء بين الفنان أحمد عيد والفنان أحمد حلمى فى فيلم "جعلتنى مجرما" حينما أراد الحانوتى يوسف عيد عمل دعاية له فاقترح عليه "ميمى" أحمد حلمى عددا من الأفكار منها كروت شخصية وبوسترات بها جمل وعبارات حزينة وتقديم خدمة الكفن المجانى وتوصيل الطلبات للمنازل.
اللقطة التى جمعة يوسف عيد بـ أحمد حلمى فى الفيلم
المشهد السابق الساخر أصبح واقعا حينما أعلنت صفحة غير مألوفة المحتوى وصادمة الاسم عبر الفيس بوك باسم "كفن رجالى – كفن حريمى" عن دعاية مختلفة بعبارات سوداوية وآيات من القرآن الكريم حول الموت واستعداد الإنسان له وعلامات الساعة وغيرها، وعن استعدادهم لتقديم خدمة توصيل الكفن للمنازل.
"هل يا ترى حان الوادع" هى الجملة التى اختارها مؤسسو الصفحة لتكون صورة واجهة لهم عبر الفيسبوك، وقال رواد الصفحة فى إعلانهم الغريب والمثير "جهزتى أخر حاجه هتتلبس ولا لسه ؟ الكفن. إيه مصدومة؟ دا الواقع وربنا بيقول لحبيبه (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وكمان بيقول (فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) ربنا يكون ف عون كل واحد ف الوقت ده وعشان كده بنفكركم لازم الكفن يكون موجود عندك ومستعديه للضيف اللى هييجى ف أى لحظة، متوفر لدينا كفن رجالى وكفن حريمى به كل ما يحتاج إليه المغسل وكمان التوصيل مجانا حتى باب المنزل".