امتلكت هدى سلطان من الذكاء الفنى القدر الكبير الذى جعلها تتشكل فنيا مع مراحل عمرها المختلفة.. فلم تتردد من تقديم دور الأم على الشاشة فى سنوات شهرتها الأولى كغيرها من جميلات السينما المصرية.. ولم تعتزل الفن أو تعتزل الأضواء بعد ارتدائها الحجاب.. فقد تصالحت مع عمرها وشكلها وهيئتها بقدر منحها شهرة أكبر وخلود أكثر فى أرشيف الفن العربى.
لذلك كانت هدى سلطان واحدة من ألمع نجمات الدراما المصرية، والتى تركت بصمة لا تمحى بين غيرها من النجمات اللاتى قدمن دور الأم على الشاشة الصغيرة. وهى الدور الذى برعت هدى سلطان فى تجسيده، فلقد قدمت على الشاشة نموذج غاية فى الواقعية للأم المصرية على اختلاف طبقاتها وثقافتها وعمرها.
فمن "إلهام كمال" الأم المثقفة فى زينب والعرش، لـ "نفيسة" الهانم الأنيقة سليلة الحسب والنسب فى ليالى الحلمية، إلى "أمينة" الزوجة والمغلوبة على أمرها، والأم التى تفيض بالحنان والطيبة فى ثلاثية نجيب محفوظ. و"أم حسن" فى مسلسل أرابيسك تلك المرأة بنت الحى الشعبى التى تحاجى كما يقولون على بيتها وتوصل حبال الود بين أبناءها.
إنها أيضا "أم رحيم" فى رائعة الليل وآخره التى تحتار بين أبناءها ويعتصر قلبها على فرقتهم. هى القوية العنيدة رئيسة جمهورية عائلتها "فاطمة تعلبة" الوتد الذى يسند جدران البيت ويجمع حبال حلبة العائلة.. والذى بمجرد أن وقع انتهت.
هى فى النهاية هدى سلطان التى سوف تبقى واحدة من أجمل من عرفتهم الشاشة على اختلاف أحجامها.