هو ليس مغنى شهير عاش فيها أيام عمره واستمتع فيها بشهرته، وانتهت فيها حياته، لكنه أصبح مع الزمن مصدر دخل قومى لسكانها.. يشكل هو وسيرته ومحبيه جزءا كبيرا ومهم من اقتصادها.. هى مدينة "ممفيس" الأمريكية وهو الملك كما يطلق عليه عشاقه "ألفيس بريسلى"..
لمن لا يعرفها تعد مدينة ممفيس أكبر مدن ولاية تينيسى الأمريكية من حيث المساحة والسكان أيضا. وهى المدينة التى انتقلت إليها عائلة الفيس بريسلى للعيش فيها مذ أن كان عمره 13 سنة.. وهناك وبالتحديد فى كنيستها استمع بريسلى للموسيقى، وتحديدا موسيقى"البلوز" التى كان ينحصر أداؤها على الزنوج فى تلك الفترة. إلى جانب موسيقى"الكنترى" التى اعتاد أهله على الاستماع إليها عبر الراديو، ليرتبط بالموسيقى ويقع فى غرمها وتتفتح موهبته فى شوارع تلك المدينة وأماكنها المختلفة التى شهدت أولى محاولات الفيس بريسلى لدخول عالم الفن والشهرة.
لذلك ارتبط الفيس بريسلى بهذه المدينة بشكل كبير، وقرر ألا يغادرها حيا أو ميتا، فاشترى فيها منزله الشهير الذى عاش فيه بصحبة زوجته الجميلة وابنته الوحيدة، كما دفن فيه بعد وفاته المفاجئة فى مثل هذا اليوم من عام 1977، ليتحول المنزل إلى مزار سياحى، ويتوافد على المدينة ما يزيد على 50 ألف سائح من محبى الملك فى هذا اليوم من كل عام. فمنذ أن أصبح قبره مزار سياحى مفتوح للعامة فى عام 1982 بأمر من زوجته بريسيلا ووالده ابنته الوحيدة زار القبر أكثر من عشرين مليون سائح. يقبلون على المكان واضعين باقات الزهور ومشعلين الشموع وملتقطين الصور التذكارية.
وتقول الإحصاءات إن هنا 600 ألف شخص يقصدون قبر ومنزل الفيس بريسلى سنويا وهو ما يحقق لمدينة ممفيس حوالى 150 مليون دولار.
لذلك تشهد المدينة افتتاح فنادق جديدة كل فترة لاستيعاب هذا العدد من الزائرين الذى يزداد كل عام.. كما تحرص المحال المختلفة فى كل أنحاء المدينة على عرض تذكارات مختلفة تحمل صور "الملك" كما تحرص على وضع ملصقات كبيرة له بالحجم الطبيعى على مداخل المحال فيها، والتى تمر الأحداث فيها على خلفية موسيقية تحمل صوته وأغانيه.
مدينة ممفيس الأمريكية