فى ذكرى ميلاده.. كيف كانت الحياة الزوجية لعدو المرأة أنيس منصور؟

أنيس منصور أنيس منصور
 
إلهام الجمال

عرفناه عدوا للمرأة، ساخرا من الزواج، معاديا للحب.. يرى أنها أساس شرور الدنيا، وأن الزواج خدعة كبرى، والحب شرك يقع فيه الرجل فتنتهى أحلامه.. هكذا كان قلمه.. لكن ماذا عن قلبه؟ 

فى ذكرى ميلاده التى توافق اليوم 18 أغسطس من عام 1924 تعرف معنا على الوجه الآخر للكاتب الكبير أنيس منصور، الذى استمر زواجه أكثر من 50 عاما، عاش خلالها قصة حب نادرة مع امرأة من طراز خاص.. هى رجاء حجاج التى وصفها ذات يوم بأنها هدية السماء إليه.

رجاء حجاج هى ابنة أخت اثنين من الضباط الأحرار، والتى كان لها دورا فى ثورة يوليو كما ذكر الكاتب الكبير فى إحدى مقالاته، حيث كان أخوالها يملونها المنشورات الثورية لتكتبها بخط يدها وهى صبية صغيرة فى محاولة منهم للتنكر وتشتيت أعين البوليس السياسى.

وعندما وقع اختيار الكاتب الكبير على رجاء لتصبح شريكة العمر والرحلة، وينهى معها سنوات إضراب عن الزواج، اعترض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الزيجة، لأنه كان يعترض على النسب بين الضباط الأحرار وبين الصحفيين وفقا لرواية الكاتب إبراهيم عبد العزيز فى كتابه "رسائل أنيس منصور". لكن تم الزواج بعد وساطة محمد حسنين هيكل الذى خطب العروس من أهلها وشهد على عقد القران بنفسه.

 

تجدر الإشارة إلى أن رجاء حجاج كانت متزوجة من قبل ولها 3 أبناء، رباهم الكاتب الكبير كما الأب الحقيقى، فاستغنى بهم عن الإنجاب. ليخفف من وطأة صعوبة الحياة الزوجية على حد تعبيره.

لم تسبب كتابات أنيس منصور الساخرة عن المرأة والزواج على علاقته بزوجته رجاء حجاج، فقد كانت سيدة ناضجة، تعى جيدا أن ما يكتبه زوجها ليس من الضرورى أن يعيشه. كما أن الحب الذى ربط بينهما كان كفيلا بمنحه الثقة الكافية ليكتب ما يريد عما يريد دون رقابة منها أو غضب.

كان منصور عاشقا ولهانا، يقدر زوجته ويدفعها دفعا للنجاح، ويمنحها الحرية والثقة، يرفض أن يقوم أحد بواجباته اتجاهها حتى فى مرضه الأخير. وما يؤكد ذلك وصية أنيس منصور الأخيرة التى أوصى فيها لزوجته رجاء فريد حجاج بإدارة جميع كتبه ومؤلفاته، والإشراف والمحافظة عليها، ولها حق التصرف فيها، وأن ترأس مجلس أمناء لهذه المهمة وأن تدير الأمور لحماية الكتب مع الأبناء الثلاثة منى رجب ود.جعفر رجب ود.علا رجب.

 

فقد كان حب أنيس منصور لزوجته شىء لا يخفيه عن جميع من حوله، حتى أنه لم يخفه عن قرائه حينما مرضت زوجته ذات يوم فقرر أن يكتب لها رسائل حب فى مقالاته حتى تعافت.

كما أهداها أنيس منصور كتابه الموسوعى "فى صالون العقاد كانت لنا أيام" وهو الكتاب الوحيد الذى كتب فيه إهداء، وجاء فيه:

"إلى التى لولا تشجيعها ما كان السطر الأول فى هذا الكتاب "فى صالون العقاد كانت لنا أيام" ولولا تقديرها ما اكتملت هذه الصفحات، امتنانا عميقا وحبا أعمق: إلى زوجتى".

 

 

9a5fc1cd-630e-48ef-a92e-4e133d19d7da
 
691
 
hqdefault

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر