تتعرض نسبة من النساء لعنف مبالغ فيه يتنوع بين الضرب والركل إلى الجرح، وأحيانا القتل بغرض الانتقام، وفى أحيان أخرى تتعرض العديد من النساء للحرق بمواد مختلفة كشكل من أشكال العنف ضدهن، وعبر قصتين لفتاتين وثقهما الفيلم التسجيلى "قبل آخر صورة"، لـ "آية الله يوسف" نرصد إحدى صور العنف.
"قبل آخر صورة" هو فيلم تسجيلى عن سلسلة العنف الموجه ضد المرأة فى المجتمع المصرى، يوثق حكايتين لسمر وسناء هما بطلتا الفيلم وتعرضتا لحادث حرق بمادة كيميائية، بدأت المخرجة آية الله يوسف حملة لجمع أموال لإنتاج الفيلم عبر منصة "ذومال" التشاركية وقالت فى تعريف عن نفسها "أنا صانعة أفلام تسجيلية مستقلة، بدأت مشروعى بمساعدات فردية من قبِل من حولى، بدأت التحضير للفيلم والسفر مع الفتيات لمتابعة مراحل العلاج المختلفة وأثناء تجميعهما للأموال اللازمة للعلاج، ولكن استكمال تصوير الفيلم فى هذه المرحلة من رحلة الشخصيات أصبح أكثر تعقيداً لاحتياجى للدعم المادى لتغطية تكاليف سفرى إلى دبى لمرافقة سناء أثناء استكمال علاجها".
وطرحت المخرجة آية الله يوسف بعض الصور للفتاتين وقصتهما وقصة الفيلم التسجيلى "قبل آخر صورة" وعبر منصة "ذومال" والصفحة الداعمة للفيلم قال "فى رأيى أن أهمية القصة تنبع من الأمل الذى تتسم به كل من سمر وسناء وحبهما للحياة والتمسك بها بأى شكل برغم ما تعرضتا له من عنف وقهر وقسوة وألم.
ويتابع الفيلم رحلة كل من سمر وسناء فى التعرف على أنفسهما من جديد بعد ما تعرضتا له من حرق بمادة كيميائية حيث تعرفت كل منهما على نفسها بأكثر من وجه وصورة، كل وجه جاء بألم ورحل بألم ليأتى آخر، لم تثقل سوى روحهما التى كانت تؤكد لهما فى كل مرة تنظران إلى المرآة أن هناك أملا فى الحصول على وجه أخير يسعفهن عندما تخبو الذاكرة. بعد أن وجدت سمر لنفسها الأمل بفضل مساعدة الكثيرين لها، أرادت أن تُوجده لغيرها من النساء مثل سناء، وبالفعل بدأت معها مشوار العلاج، بينما تبحث لنفسها عن حياة جديدة بعيدًا عن مصر، وهروبًا من التهديد المستمر الذى يحيط بها. تنظر سمر وسناء يوميًا على صورتهما فى المرآة، وتحدث كل منهما ذاتها أن هذه الصورة ربما تكون ما "قبل آخر صورة" ولكن تمر أيام طويلة ولا تزال كل منهما عالقة فى "قبل آخر صورة".
آية الله يوسف هى صانعة أفلام تسجيلية ولدت فى القاهرة عام ١٩٨٨ وحصلت على بكالوريوس إعلام قسم إذاعة وتليفزيون عام ٢٠١٠ عملت فى الكثير من شركات الإنتاج مونتيرة ومعدة للبرامج ثم بدأت العمل فى شركة إنتاج "سى ميديا" منذ 2013 حيث عملت مونتيرة فى 5 أفلام وثائقية طويلة وأكثر من 10 أفلام قصيرة ساهمت فى أفلام تناقش حقوق العمال وحرية التعبير والتمكين من السكن، والعنف ضد المرأة، والتعليم البديل.