بشرتها البيضاء، وشعرها الأشقر، ملامح وجهها الجميلة، لم توح يوما لأحد أن تلك الرقيقة يمكنها أن تناضل وتحمل سلاح وتعيش على خط النار، فهى لا تليق إلا بالشهرة والأضواء والنجومية، لكن أشياء لا تمثل أهمية لدى تلك الجميلة التى عرفت كيف تصنع تاريخها.
تربتها الصعيدية الجادة، منحتها شخصية مختلفة وسط العديد من نجمات الوسط الفنى لذا سرعان ما أصبحت واحدة منهن بمجرد طلتها الأولى على الشاشة فى نهاية الخمسينات من القرن الفائت وبالتحديد فى عام 1958 عندما قامت بدور البطولة أمام النجم الكبير فريد شوقى فى فيلم "سلطان". ثقافتها أبرزت موهبتها، وبلورت شخصيتها، وصقلت أفكارها فكان لها اهتمامات مختلفة عن غيرها. فلم تهتم تلك الجميلة بمتابعة خطوط الموضة وآخر صيحاتها، لم تجر وراء نجمها المفضل، لكنها سعت وراء القضية، وكانت واحدة من أهم الداعمات لها..
أنها قضية وطن ساندته تلك الجميلة قبل أن تصبح نجمة، عندما وقع العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956، لتقرر على الفور زيارة الجبهة ودعم المجاهدين بكل ما تستطيع أن تقدمه من دعم.
في حرب أكتوبر وبعد أن أصبحت نجمة ملء السمع والبصر، نقلت مقر إقامتها إلى مستشفى قصر العينى بين الجرحى لرعايتهم.
لم يقتصر نضالها على مصر فقط، بل احتلت القضية الفلسطينية مساحة خاصة في قلبها، لذلك لم تتردد لحظة فى قضاء أسبوعين بين صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وكان الموت يطاردها في كل لحظة.
قامت أيضا بممارسة هوايتها القديمة في التصوير وذلك بتسجيل 40 ساعة تصوير فى القرى والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسرى المصريين فى حربى 1956 و1967 حول الجرائم الإسرائيلية.
لذلك كانت دوما فنانة صاحبة مواقف واضحة، فاستحقت أن يطلق عليها لقب تشى جيفارا السينما المصرية، فهى المناضلة صاحبة القضية الواضحة التى همها وهدفها حرية الإنسان مهما كان موقعه.
إنها الرائعة التى استحقت هذه اللقب عند جدارة، فمواقفها الواضحة جعلت الراحل "كامل الشناوى يسميها "مواقف لطفى" بدلا من نادية لطفى.