المعارك الفنية شىء عرفه تاريخ الفن على مدى عصوره المختلفة، والتصريحات النارية التى أطلقها بعض النجوم على البعض الآخر كانت واحدة من أهم المواد، التى أثرت الصحافة الفنية قديما وأشعلت أقلام الصحفيين لافتعال معارك وإحداث ضجة..
وعلى عكس ما هو معروف تعرض موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب للهجوم من زملاء منافسين وتلاميذ هاجموه بتصريحات، واتهموه بالاقتباس، والسير فى فلكهم!
المؤرخ الفنى وجيه ندى أفصح فى أحد مقالاته عن أهم الأسماء الفنية التى بدر منها تصريحات ضد موسيقار الأجيال كان لها من رد الفعل ما أثار الدهشة.. وخصوصا أنها صدرت من أسماء كبيرة كان على رأسها الثلاثى عبد الحليم حافظ، وكمال الطويل ومحمد الموجى الذين شنوا هجوما صحفيا عنيفا على الموسيقار الكبير بدون مبرر فى عام 1957 تناقلته الصحف الفنية وكان حديثا للوسط الثقافى لأيام طويلة على حد قول الناقد الكبير.
حيث قال كمال الطويل فى إحدى الصحف عندما سألوه عن الأستاذ:
( إن عبد الوهاب تلميذ فى مدرستى.. وأنه يشبه نفسه بالنهر المتدفق.. وأنا لا أعترض على هذا التشبيه وإنما يلذ لى أن أوضح بأن هذا النهر يستمد الحياة من أنهار غير مصرية.. ودليلى على ذلك أغانيه الأخيرة قد استحالت إلى طعم آخر ولون آخر ونهج آخر.. حتى أداء عبد الوهاب تغير.. والذى يسمعه وهو يؤدى.. آه م الاثنين.. يتذكر عبد الحليم فى "بينى وبينك إيه"، لقد اختفى عبد الوهاب القديم وظهر عبد الوهاب المتأثر بمدرستى ).
أكد محمد الموجى كلام صديقه فى حوار آخر، وأبدى موافقته، وأضاف أن محمد عبد الوهاب سرق جمل لحنية كاملة من ألحان كمال الطويل!
التصريح الأغرب كان لعبد الحليم حافظ الذى اكتملت فصول المعركة بمشاركته فى الهجوم الضارى، حيث قال كذلك فى حوار للكواكب صدر فى نفس العام:
(صوت عبد الوهاب صدى لصوتى.. وعبد الوهاب يريد أن يعلق اسمه دائماً فوق القمم المرتفعة، وأن عبد الوهاب قد غير أدائه وطريقته لينسجم معى.. لقد أصبح صدى لصوتى).