ليس غريبا على النجم محمد دياب، الشهير بدياب أن يقدم لجمهوره كليبا ناجحا وفنا شعبيا راقيا، حتى وإن كان ريميكس لأغنية فلكلورية، كان هو أول من انتبه لروعتها وضرورة إعادة غنائها، هذا تماما ما فعله دياب في كليبه الجديد "بتناديني تاني ليه".
في كل فترة يغيب فيها دياب عن جمهوره الذي يشتاق لصوته يقرر أن يعود بقوة وتأني حتى يقدم ما يعوض غيابه، وهذه المرة كان دياب ومنتجه المحنك نصر محروس أكثر ذكاء في اختيار أغنية يحبها الجمهور و"معلقة جدا" كما يقال، وبها مساحات لعمل موسيقى صاخبة وسريعة تناسب أجواء العيد والاحتفالات والصيف التي تتجمع كلها في هذه الأيام.
على الرغم من إصرار المنتج المحنك نصر محروس على تقديم خلطة ثابتة لدياب في معظم كليباته تعتمد على فرقة استعراضية من الفتيات، بالإضافة لرقص دياب وغنائه طوال الكليب، إلا أن دياب كان أكثر ذكاء وخبرة هذه المرة، لا أعلم إن كان قد قصد ذلك أم لا، لكنه استطاع أن يستثمر سنوات عمله في الدراما كممثل موهوب خلال هذا الكليب، الذي دعمت كلماته مساحة التمثيل التي كانت واضحة وقدمها دياب بخفة دم وتركيز وموهبة كبيرة.
دياب خلال الكليب أطل بثلاثة أطقم، في كل طقم منهم بدى وكأنه شخصية مستقلة وتختلف كثيرا عن الأخرى، ويبدو أنه استدعى خصوصية كل شخصية في الكليب من أعماله الدرامية التي قدمها خلال السنوات القليلة الماضية..
ظهر دياب في أول الكليب بالجلباب الصعيدي، وكان أقرب من الشخصية التي جسدها في مسلسل ساحرة الجنوب، فهو هذا الرجل الصعيدي الذي يهوى النساء والرقص والسهر، بينما لا يمكن أن يقبل فكرة أن تتركه حبيبته وتخونه ثم تعود إليه، فقد قتل شقيقه لمجرد أن علم أنه يحب "روح" وهي الفتاة التي أحبها خلال أحداث المسلسل، وبخفة دم وتعبيرات وجه تشبه تلك التي كان يعتمدها في شخصية هاني في مسلسل ساحرة الجنوب، فلو تخيلته يغني ويرقص ستجد المشهد مقنع لك تماما.
مشهد من الكليب
مشهد من الكليب
مشهد من مسلسل الأب الروحي
في باقي مشاهد الكليب ظهر دياب بملابس كاجوال، وقدمهما كخليط بين شخصية العطار التي قدمها في مسلسله الأب الروحي، وشخصية زناتي في مسلسله الأخير كلبش، ولك أن تتخيل زناتي يحب ثم تتخلى عنه حبيبته وتذهب لغيره وتعود له نادمة، بالطبع لن يتردد زناتي في أن ينتقم منها بشتى أشكال الانتقام، وهي التعبيرات التي واجه بها دياب حبيبته في كليبه الجديد بتناديني تاني ليه، ونفس الأمر في شخصية العطار، هذا الرجل الذي يرفض أن يشاركه أحد فيما يملكه وتركيبته النفسية المريضة ستجعله بالطبع ينتقم منها ويسخر من عودة حبيبته إليه بعدما تركته، وكما قدم دياب دوره في المسلسل باقتدار، نقل نفس المشاعر في مشهد لا تتعدى مساحته ثواني قيليلة خلال الكليب، ليؤكد على موهبته ليس فقط في الغناء الشعبي واللون الذي يمتلكه وحده دون أن ينافسه به أحد على الساحة الآن، ولكن أيضا في التمثيل الذي سخر كافة إمكانيته به ليخدم كليبه الجديد.
مشهد من الكليب
مشهد من الكليب
مشهد من الكليب
مشهد من مسلسل كلبش