«جيهان السادات» السيدة الأولى فى تاريخ جمهورية مصر العربية، أول سيدة حملت هذا اللقب رسميًا، بعد خروجها إلى العمل العام، ووجودها تحت الأضواء طوال الوقت.. السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، التى نحتفل بذكرى ميلادها اليوم، ولدت فى 29 أغسطس من عام 1933، فى القاهرة لأب مصرى يعمل أستاذ جامعى، وأم بريطانية.
طفلة جميلة لم تحظ بالتدليل أبدا بحكم تربية أمها الإنجليزية الصارمة، كانت على موعد مع الشهرة والسلطة فى سن صغيرة.. مرت حياتها بمراحل عديدة سجلتها عدسات الكاميرات التى حرص الرئيس الراحل أنور السادات أن تكون جزءا لا يتجزأ من روتين يومه، فهو أكثر رئيس مصرى أن لم يكن الوحيد الذى سجل تفاصيل أيامه بالصور، والتى حفظت للتاريخ حياة رئيس مصرى وعائلته بكل ما تحمله من جوانب.
الحب الأول والأخير
وقعت جيهان الفتاة الإنجليزية الجميلة فى حب الضابط الأسمر محمد أنور السادات؛ قبل أن يلتقيا.. فقد كانت مبهورة به منذ أن سمعت عنه من زوج ابنة عمتها الطيار، كما صرحت فى أحد لقاءاتها التليفزيونية، مؤكدة أنه كان يتحدث عنه دوما وعن حبه لوطنه وبطولاته السرية، وتمنت أن تراه، وبالفعل حدث اللقاء فى صيف 1948ووقعت جيهان فى غرام أنور وكذلك هو برغم فارق السن الكبير، فهى الصبية الجميلة التى تبلغ من العمر 15 سنة فقط وهو الرجل الناضج صاحب الثلاثين عاما ويزيد، الزوج والأب كذلك.. لهذا كان الزواج والارتباط الرسمى بينهما مشروع صعب فى البداية لكنها أصرت على إتمامه، صرحت لأسرتها بحبها للسادات رغم أنه كان لا يملك وظيفة ومال. ورغم رفض والدتها فى البداية، إلا أن والدها كان يشعر بمدى حبها للسادات وهو ما سهل زواجهما، ووقف والدها بجانب السادات، وكان مهرها 150 جنيها فقط.
الزوجة وشريكة الرحلة
فى 29 مايو 1949 تم الزواج بين جيهان وأنور وذلك قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية، فحينها كان ضابطا صغيرا. وأنجبت منه ثلاثة بنات وهن لبنى ونهى وجيهان وولد واحد وهو جمال. ليكونا معا عائلة صغيرة، وتشاركه جيهان كل تطورات المرحلة التى انعكست على حياتهما بشكل كبير، لا لشىء سوى أنهما كانا جزءا من الحدث. فمع اندلاع ثورة 23 يوليو التى كان السادات فردا فى تنظيم الضباط الأحرار الذى قام به، تغيرت حياته وانخرط فى العمل السياسى متدرجا فى مناصب عدة انتهت بجلوسه على كرسى الحكم منذ عام 1970 وحتى اغتياله فى عام 1981.
السيدة الأولى
حب الرئيس السادات للأضواء وتأثره بالحياة الغربية، جعله عاشقا للتصوير، ووجوده هو وأفراد عائلته فى دائرة الضوء دائما، ليكونوا دوما حديث الصحف والمجلات.وهو الأمر الذى فرض على جيهان طبيعة حياة خاصة، فلم يعد يليق بها الظل الذى عاشت فيه زوجات الرؤساء السابقين، لذلك حرصت أن يكون لها دورا اجتماعيا ملموسا للجميع، فتبنت العديد من المشروعات، ورأست العديد من الجمعيات الخيرية، وتبنت العديد من المبادرات، وكانت أول زوجة لرئيس جمهورية تحمل لقب "السيدة الأولى رسميا".
زوجة وأم وجدة
كل الصخب الذى أحاط بسيدة مصر الأولى، والمهام الاجتماعية التى أصبحت ملقاة على كتفيها، لم تمنعها من القيام بدورها كزوجة وأم وجدة على أكمل وجه. فكانت حريصة على قضاء أوقات وسط عائلتها، واللعب مع أحفادها كأى جدة عادية.
الاغتيال كان بداية مرحلة جديدة
باغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1981، تبدلت حياة جيهان السادات، لكنها لم تتنازل أبدا عن صورتها كسيدة أولى، فبرغم البعد عن المعترك السياسى، لم تفكر فى الزواج مرة أخرى، واكتفت برعاية عائلتها واستكمال دراستها فحصلت على الدكتوراه وعملت بالتدريس فى العديد من الجامعات العالمية.
جيهان
حفل خطوبة جيهان السادات وانور