يحتفى اليوم كل عشاق الراحل نجيب محفوظ بذكرى وفاته الـ 11 بعدما توفى زى النهارده 30 أغسطس من عام 2006 وترك وراءه رصيداً هائلاً من الأعمال الأدبية التى جعلته قيمته لا تقل عن قيمة الأهرامات الثلاثة.
نجيب محفوظ والذى حاز على نوبل لما قدمه من أعمال ستظل خالدة باسمه ربما لا يعلم كثيرون ممن يحفظون تلك الأعمال عن ظهر قلب شيئا عن النظام الذى اتخذه هذا الرجل لنفسه من أجل أن يصير لما وصل إليه، والذى نوضحه خلال السطور التالية عسى أن نتعرف أكثر على عقلية رجل أضاف إلى الأدب المصرى والعربى ما لم يضفه سواه.
نجيب محفوظ
البداية من خلال المنهج العلمى، والذى أعلن نجيب محفوظ بأكثر من حوار صحفى عن أنه يحمد الله دائماً لما وهبه من عقلية تفكر دائماً قبل كل شىء وفى أى شىء بمنطق، وبالتالى لا يتبع الغرائز إلا فى أضيق نطاق.
وبالنسبة لتنظيم الوقت فرغم أن الكتاب والمبدعين دوماً ما يرتبطون فى الأذهان بأنهم بعيدين كل البعد عن النظام بحجة أن الإبداع يتنافى مع الدقة والالتزام فإن محفوظ وضع لنفسه نظاما صارما من بدايته علمه كل أصدقائه والمقربين منه حيث كان ينشغل طوال الأسبوع بالعمل فيما عدا يومين فقط هما الخميس والجمعة يتفرغ فيهما إلى رؤية أصدقائه على القهوة ومشاهدة الأفلام السينمائية الذى كان يعشقها ومتابعة الأخبار التى فاتته خلال الأسبوع لانشغاله بالكتابة.
ومن العادات التى ربما لا يعلمها كثيرون بشأن الكاتب الراحل عدم كتابته فى فصل الصيف نهائياً لمعاناته من حساسية فى عينه خلال هذا الوقت، وبالتالى كان يحرص على السفر إلى الإسكندرية طوال الصيف ثم يعود بمخزون هائل من الحكايات يكتبها فيما بعد.
نجيب محفوظ اثناء قراءة الجرائد
أيضاً ورغم مواكبة نجيب محفوظ للتكنولوجيا إلا أنه كان يرفض التسجيل نهائياً للأفكار التى تأتى بذهنه حيث صرح بأنه لم يكن يناقش أحداً بتلك الأفكار نهائياً وإنما كان يكتبها مباشرة، كما أكد أيضاً أنه رغم تلك الصرامة الذي وصفها بالهندسة إلا أنه كان يتميز بالتلقائية في الكتابة حيث كان يلتزم بالنظام في الوقت لإنشغاله بأمور عديدة يحبها فى الحياة مثل القراءة والكتابة ولعب كرة القدم في شبابه بالإضافة إلي عزفه على القانون ولذلك كان لابد من هذا النظام حتى يتمكن من التركيز.
محفوظ وبسبب هذا النظام الذى وضعه لنفسه سخر منه يوسف إدريس ذات مرة حين قال له "يا أستاذ نجيب احنا مبدعين مش بنقعد علي مكتب ونشتغل بوقت محدد فأجابه بأنه دوماً ما ينشغل بالأفكار طوال الوقت حتى ولو كان فى الحمام، ولكن العمل له أوقاته عنده".
نجيب محفوظ وبجواره يوسف ادريس